الحدث ـــ محمد بدر
كشفت صحيفة معاريف عن وثيقة سرية من 200 صفحة، قدمها الجنرال الإسرائيلي "يتسحاق بريك" لوزير جيش الاحتلال أفيجدور ليبرمان ورئيس هيئة الأركان غادي أيزنكوت، انتقد فيها واقع الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال ومدى الاستعداد للحرب.
وبحسب معاريف، فقد دعا "بريك" إلى تشكيل لجنة تحقيق خارجية لفحص إمكانيات الجيش، والوثيقة المذكورة هي متابعة تفصيلية لوثيقتين سابقتين أرسلهما "بريك" في وقت سابق، وأكد فيهما أن جيش الاحتلال يعاني من أزمة حادة في مستوى الجهوزية، والتي تؤثر عمليا على حالة التأهب والاستعداد في الوحدات المختلفة، ما قد يؤدي لهزيمة عملية في أي حرب قادمة.
قبل أيام، شكك الكاتب الفلسطيني جورج كرزم من خلال وثائق وصفها بالسرية وأوردها في كتابه "الهجرة اليهودية المعاكسة"، من قدرة إسرائيل على حسم أي حرب قادمة ضد غزة أو لبنان لصالحها، وبالإضافة للوثائق الواردة في كتاب كرزم، فقد استند كذلك إلى اعتراف خطير أدلى به رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "إيتي بارون"، قال فيه: "إن انتصار حزب الله تحقق من خلال الاستنزاف.. إسرائيل لا تستطيع أن تقاتل لفترة طويلة مع الكثير من الإصابات كما كان الحال في المواجهة مع حزب الله عام 2006..".
وبعيدا عن ما وصفها كرزم بـ "التبجحات الإسرائيلية العسكرية المتجذرة في الوعي المشوه لدى السياسيين والعسكريين الإسرائيليين"، فإنه يرى أن المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين سيكون لها اليد العليا في أي مواجهة قادمة، لأسباب تتعلق في الجهوزية القتالية للجيش الإسرائيلي، وعدم قدرة الآلة العسكرية الإسرائيلية على "تحييد" بعض أدوات المقاومة كالصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، بالإضافة للعيوب البنيوية والعملياتية الجدية التي لا تزال تعطل جهوزية الجيش الإسرائيلي، في مقابل تركيز المقاومة على استهداف العنصر البشري في الجيش الإسرائيلي كهدف مركزي لها.