الحدث ــ محمد بدر
نشر موقع ويللا العبري تقريرا عن محاولة إسرائيلية لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، وبحسب الموقع فإن المنزل الذي كان يقطنه سليماني، تعرض لقصف جوي كثيف بالتزامن مع قصف بالقذائف نُسب لداعش.
ويقول الموقع: "في ليلة 17-18 يونيو تعرضت بلدة البوكمال لهجوم جوي كثيف بالتزامن مع هجوم بالقذائف من على الأرض.. ودمر الهجوم مبنى في المدينة وقتل أكثر من 50 مقاتلا من المجموعات الشيعية العاملة تحت قيادة سليماني.. كانت رسالة قوية تستهدف شخصا واحدا هو قاسم سليماني".
ويضيف الموقع: "سليماني المعروف باسم الشهيد الحي هو رجل إيران القوي، وهو قريب جدا من المرشد الأعلى علي خامنئي، ويشغل منصب قائد قيلق القدس وهي وحدة في الحرس الثوري مسؤولة عن العمليات الأمنية والعسكرية خارج إيران.. عمليا هو مسؤول إيران في الخارج ومسؤول نشاطاتها العسكرية والأمنية".
وبحسب قائد في استخبارات الجيش الإسرائيلي، فإن سليماني يدير انتخابات العراق وتدخل عسكريا لإخراج القوات الأمريكية هناك، وأنقذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد من السقوط، وساهم في زيادة قوة حزب الله، وهزم داعش، ويحارب السعودية في اليمن، وينقل السلاح لكل بؤر الصراع في الشرق الأوسط؛ وهو عمليا الرجل العسكري الأكثر نفوذا وقوة في إيران.
ويوضح الموقع الإسرائيلي أن سليماني عندما يزور العراق، فإنه يستخدم البنية التحتية التشغيلية لـ "الحشد الشعبي" لتأمين الحماية له، كما ويتألف فريقه الأمني من وحدة إيرانية تضم أبرز المقاتلين في ألوية النخبة الإيرانية، ومع ذلك فإن الحشد الشعبي يوفر له ولحراسه الأمنيين المركبات المدرعة والتأمينات اللوجستية اللازمة، ويمثّل سليماني في العراق "أبو مهدي المهندس"؛ قائد العمليات العسكرية في الحشد الشعبي.
ويزعم الموقع أن إيران قررت فتح طريق يربط العراق بدمشق ويسمح لطهران بتعميق وجودها في سوريا، وبالضرورة فإن هذا الطريق يمرّ من مدينة البوكمال الحدودية، ومن هناك يستمر إلى دير الزور ودمشق. وبالنسبة لسليماني فإن فتح الطريق سيمكنه من نقل كميات كبيرة من المعدات العسكرية إلى سوريا وحزب الله. وكان من الضروري القضاء على داعش في البوكمال لفتح الطريق، وبناء على ذلك بدأ بالتفكير بشن هجوم على المدينة لهزيمة داعش.
وفي نهاية شهر سبتمبر 2017، تم إطلاق عملية "الفجر 3" لتحرير البوكمال، والتي كانت آخر معقل حضري يبقى تحت سيطرة داعش، وشارك في العملية وحدات النخبة في الجيش السوري ومجموعات شيعية مدربة جيدا، وبإشراف مباشر على الأرض من قبل سليماني.
في أوائل نوفمبر، بعد شهرين من بدء العملية، اضطر سليماني للعودة إلى طهران بعد وفاة والده حسن، وبينما كان يشارك في جنازة والده في مسقط رأسه في شرق إيران، تواردت الأنباء عن مقتل مستشاره الشخصي في المعارك، وعاد سليماني إلى المعركة، وكعادته يدير العمليات من أرض المعركة بدون سترة واقية أو سلاح ليرسخ فكرة أنه "مقاتل لا يعرف الخوف"، بحسب تعبير موقع ويللا.
ومع عودة سليماني إلى ساحة المعركة، تم السيطرة على البوكمال بالكامل، وكان أشهر ما سجلته المعركة من صورة؛ صورة رسالة من سليماني لصاحب أحد المنازل التي اضطر سليماني للمكوث فيه واستخدام بعض مقتنياته وصورة سيلفي مع مقاتليه. وأعلن سليماني فيما بعد الانتصار على داعش، وأرسل المرشد الأعلى خامنئي رسالة تحية إلى سليماني، وفي نهاية ديسمبر 2017، شوهدت قافلة عسكرية إيرانية تعبر الطريق الجديد.
وفي الشهر نفسه، تم الكشف عن أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو حاول تمرير رسالة شخصية إلى سليماني بينما كان الأخير منشغلا في القتال، وبحسب اعتراف بومبيو نفسه فإن سليماني رفض استلام الرسالة وقال: "لا حديث بيني وبين هؤلاء"، وزعم بومبيو فيما بعد أن الرسالة كانت تتضمن تهديدا مباشرا لسليماني.
في يناير الماضي، كشفت صحيفة الجريدة الكويتية أن واشنطن منحت "إسرائيل" ضوءا أخضر لاغتيال سليماني، ووفقا لتقارير أجنبية، تبادلت "إسرائيل" وإيران الضربات على الأراضي السورية. وفي أبريل الماضي قاد سليماني هجوما صاروخيا على الجولان ردا على استهداف مطار "التي فور"، لكن الجولان لم تكن مشكلة سليماني الوحيدة في ذلك الوقت؛ فقد بدا وضحا أن هناك تركيزا عاليا من قبل داعش و"إسرائيل" وواشنطن في تنفيذ هجمات ضد الإيرانيين في سوريا، ويبدو أن كل شيء كان متزامنا، هجمات من الأرض يقودها عناصر داعش ومن الجو تقودها "إسرائيل" وواشنطن.
وبحسب الموقع الإسرائيلي: "بعد عشرة أيام من الصورة السلفي التي التقطتها سليماني مع عناصره، بعد انتصاره في البوكمال.. تم تنفيذ هجوم غير عادي على المنزل الذي ظهر في الصورة، والافتراض هو أن سليماني كان يسكن هذا المنزل ولكنه لم يكن فيه لحظة تنفيذ الهجوم؛ الذي تم من خلال قصف من الأرض بواسطة داعش ومن الجو بواسطة طائرات إسرائيلية".
ويؤكد الموقع أن الهجوم كان من الجو وبالأسلحة الثقيلة من الأرض، وتم تدمير المنزل بالكامل، وليس هناك شك في أن الأمريكيين لديهم سببا حقيقيا لمهاجمة سليماني لأنه من أكبر مصادر الخطر على مصالحهم، ولكن الأمريكيين حاولوا توجيه الأنظار لـ"إسرائيل" بعد الهجوم. ويشير الموقع إلى أن الافتراضات الأساسية تشير إلى أن الهجوم كان بالتشارك مع عدة جهات، موضحا بأن السعودية قد تكون شاركت في الهجوم، مع دور مركزي إسرائيلي في الأمر.