الحدث- وكالات
يصور فيلم "رسائل من اليرموك" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي جوانب من الحياة اليومية بين الجوع والموت والدمار في هذا المخيم، الذي تحاصره القوات السورية النظامية في دمشق، ليقدم عينة عن المأساة السورية المستمرة منذ أعوام.
ويشارك هذا الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان دبي السينمائي في دورته الحادية عشرة التي يتنافس فيها 14 فيلما على جوائز المهر العربي للفيلم الطويل، تراوح بين الرواية والتوثيق.
يستعين المخرج رشيد مشهراوي المقيم في رام الله، في عمله الوثائقي بتجربة صديقين من المخيم، لميس الخطيب التي تنتهي بها الأمور مهاجرة إلى ألمانيا، وصديقها المصور نيراز سعيد الباقي في المخيم لتوثيق يومياته ومآسيه.
ويتضمن الفيلم صورا ومقاطع صورها نيراز في قلب المخيم، في سياق يطرح سؤالا ملحا عما يمكن فعله في ظل هذه المأساة الإنسانية.
فالمخيم الذي تقطنه غالبية من اللاجئين الفلسطينيين، واقع منذ أكثر من سنة تحت حصار القوات السورية النظامية منذ سيطرة مقاتلي المعارضة على معظم أحيائه وهو يعاني من نقص في المواد الغذائية والطبية والمياه.
وقال مشهراوي بعد انتهاء العرض الأول للفيلم في دبي "اشتغلت على الفيلم ثمانية أشهر (..) كان نيراز يرسل لي الصور التي يلتقطها وأحيانا أطلب منه أن يلتقط صورا بعينها، وكان شغلي الشاغل البحث عن طبيعة هذا الفيلم".
يحاول المخرج تصوير انشغالات المواطنين بقوت يومهم أولا وسط الموت ووسط رحيل الكثيرين إلى منفى جديد، لكن الفيلم يعيد أيضا وبلمسات بسيطة طرح أسئلة الوطن والمنفى ومعانيها ويتمسك بخيط الحب الذي يربط بين لميس ونيراز.
الأصول الفلسطينية
ويروي المخرج في فيلمه الممتد على 59 دقيقة حكايات المخيم المحاصر، تارة بصوته وتارة بالصور التي تأتيه من نيراز، وأحيانا بأغان يؤديها أطفال المخيم.
وقال المخرج "حاولت أن أنجز فيلما قابلا للمشاهدة وما في اليرموك أصعب من ذلك بكثير، قدمت بعض الموسيقى وبعض الحب لكن قضية اليرموك كما قضية سوريا متداخلة وفي غاية التعقيد".
ويتحرى المخرج الأصول الفلسطينية للميس ونيراز، ليجد أن قرية الشاب هدمت تماما، وقرية لميس تحت سيطرة الاحتلال قرب عكا، ولا يعرف المتحدرون منها سوى اسمها.
وفيلم "رسائل من اليرموك" هو واحد من ستة أفلام وثائقية من لبنان والأردن وسوريا والإمارات وفلسطين تشارك في مسابقة المهر العربي للأفلام الطويلة.
وتطرح كل هذه الأفلام قضايا اجتماعية وسياسية وسيرا ذاتية وتساؤلات حول حاضر المنطقة ومستقبلها، تراوح بين الإحباط والأمل.
وتقدم هذه الدورة من مهرجان دبي 115 فيلما من 43 بلدا وبـ35 لغة،55 منها تقدم في عرض عالمي ودولي أول ليثبت المهرجان مرة جديدة قوته وحضوره كـ"منصة لإطلاق المواهب العربية والدولية"، كما يقول المنظمون.