الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الاتصال الذي كان سببا في اغتيال محمد الريماوي بهذه الوحشية

2018-09-18 02:36:39 PM
الاتصال الذي كان سببا في اغتيال محمد الريماوي بهذه الوحشية
الشهيد محمد الريماوي

 

الحدث ــ محمد بدر

إن فكرة أن يتصل بك ضابط المخابرات الإسرائيلية، من أجل أن يحدد لك موعد استجواب قد يتحول لاعتقال، هي شكل من أشكال الحرب النفسية الموجهة ضد الفلسطيني. إن رسالة ضابط المخابرات تتلخص في أنك لا تستطيع أن تقول لا، لا تستطيع أن تتخلف عن موعد الاستجواب؛ فهو لا يقبل الأعذار ولا يهمه كثيرا مواعيدك التي قد حددت قبل الاتصال.. إنها ليست فوقية فحسب، هو يريد أن يشعرك على الأقل أنه متملك لقدرك، كما ويحاول مستفيدا من الهالة التي يصنعها لنفسه، أن يصبح اعتقاله أقل تكلفة وكذلك استجوابه.. لا اقتحام ولا اعتقال، فقط اتصال.

محمد الريماوي ابن 24 عاما، لم يعتقد يوما بأن ضابط المخابرات يتملك قدره أو يملك وقته. اتصل به ضابط المخابرات الإسرائيلي المسؤول عن بيت ريما "كابتن ذياب"، وأبلغه بضرورة حضوره للاستجواب في معسكر عوفر. رفض محمد "أنا ما باجي بناء على اتصال".. "بتيجي أو باجي بوخدك غصبن عنك وبكسرك"، ولكن محمد حسم رأيه: "أنا ما بدي اجي باتصال وهاد آخر كلام". إن ما قام به محمد لم ينتهي في ذاته؛ بل إن المخابرات الإسرائيلية تنظر بخطورة لرفض الاستدعاء من خلال الاتصال، لأنه بالنسبة لضابط المخابرات "كسر لهيبته"، وبالنسبة للمخابرات "كسر لأسلوب مهم".

بشير الريماوي، أسير محرر، وشقيق الشهيد محمد، قال إن شقيقه أصيب خلال مواجهات جرت في وقت سابق في البلدة، وأن آثار الإصابة ما زالت تسبب له مضاعفات وأوجاع، وأضاف: "لم تشفع له إصابته، وواصل الاحتلال استهدافه، وهذه المرة من خلال الاستدعاءات، لكن مبدأه كان واضحا وجذريا في هذا الموضوع.. ورفض بشكل مطلق أن يستجيب لطلب الاستدعاء، وهو الأمر الذي دفع ضابط المخابرات لتهديده بشكل مباشر".

وعن عملية الاعتقال، قال بشير: "في حوالي الساعة 4 فجرا، اندفع عشرات الجنود من القوات الخاصة  كانوا قد كمنوا في باص تجاري نحو بيتنا بصورة همجية... دخلوا على محمد بطريقة وحشية وهمجية وبدأوا بضربه قبل أن يسألوه عن اسمه حتى.. ثم قاموا بإخراجه عاريا من المنزل محمولا على أكتافهم بعد أن فقد الوعي.. خلال الاعتداء عليهم قاموا بضرب رأسه بجدار المنزل.. ثم أُبلغنا في الصباح أنه استشهد.. هذه هي الضريبة المستحقة في وطن محتل".