الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في يوم المعلم الفلسطيني.. قيود اقتصادية و اجتماعية تقتل الإبداع

2014-12-14 05:26:51 PM
في يوم المعلم الفلسطيني.. قيود اقتصادية و اجتماعية تقتل الإبداع
صورة ارشيفية
الحدث- ياسمين أسعد
باتت الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المنغص الأكبر للمعلم الفلسطيني، وهمه الآسر لابداعاته وإقباله لبذل الجهود الملائمة للنهوض بمنهجية فكرية وتربوية، قادرة على بناء أجيال مبدعة وقادة في الوعي العلمي، ما أثر سلبا ليس على المعلم وحده، إنما على السياسة التعليمية ككل.
وفي الوقت الذي يبرز فيه المعلم كشخص ومهنة إنسانية لا بد من احترامها، أوجد العالم يوما لتكريم المعلمين، فيما كان للمعلم الفلسطيني تكريم إضافي لذلك اليوم العالمي، فكان الرابع عشر من كانون الأول من كل عام، يوم المعلم الفلسطيني، الذي ما زال يخضع للتجاذبات المتعقدة هنا وهناك، ليقدم رسالته التي من أجلها وجد.
وفي تعيقيبه على مجمل أوضاع المعلمين، قال الكاتب والمعلم زياد خداش: إن "المعلم الفلسطيني يعيش حالة من الإحباط وانعدام الثقة بالنفس، نتيجة لتهميشه واضطهاده من قبل المجتمع والجهات المسؤولة على حد سواء، ففي الوقت التي تتراجع فيه القيمة الاجتماعية للمعلم، يزداد وضعه الاقتصادي والمادي سوءاً؛ ليبقى جل همه راتبه الشهري وموعد صرفه الأمر الذي يحد من ابداعته المنهجية".
وأضاف خداش في تصريح لـ"الحدث": "لابد من تحسين أحوال المعلم المالية، وردّ كرامته الفكرية والاجتماعية، وإعطائه حقه ما يعزز ثقته بعمله ويدفعه للابداع والتغيير الذي ينعكس بدوره على جهوده المقدمة، وبالتالي مستوى الطلبة والتعليم الفلسطيني عامة".
وعن تقييمه لأنظمة التعليم المنهجية في فلسطين، شدد الخداش على "أن أنظمتنا التربوية مهترءة والخلل يكمن في البنية الذهنية للفكر الفلسطيني خاصة والعربي عامة، وصحيح أن الاحتلال يقف عائق أمام تطور العديد من جوانبها لكنه ليس المسؤول الأساسي عن ذلك".
وأوضح الكاتب أن "قيمة ودور المعلم الفلسطيني تكمن في إثبات تميزه وابتكار الجديد، ومن الضروري أن نقوم كأساتذة وأنظمة تعليم بتحطيم الجمود التربوي، من خلال توجيه الطلبة وبطرق حديثة وغير تقليدية، لتفجير مواهبهم وأفكارهم والعمل على بناء أجيال قادرة على ايصال قضيتهم بشكل أجرء وأقوى".  
وحول تجربته الخاصة، قال خداش "لا أتبع أسلوب التلقين ونظام الامتحانات البالية، ولذلك أجريت تجارب على الطلبة بأساليب غير تقليدية وغير متوقعة لديهم وفي مساقات متنوعة، وحصدت نتائج باهرة".
وأضاف: "أساليب الحوار المتواصل وتشجيع الطالب على التفكير والكتابة الإبداعية هي الأصح الآن، والقضية أن يجعل المعلم الطالب متلقي غير سلبي، بل يفكر في المعلومة ويرفضها ويناقشها ويبحث عنها، كل هذه الأمور تجعل الطالب مثالي ويستطيع الدفاع عن نفسه، ويحترم قرارته وله شخصيته الخاصة، إضافة إلى قدرته في الدفاع عن قضيته".
وفي حوار مقتضب عن مشاكل المعلمين الفلسطينيين، أكدت وزيرة التربية والتعليم العالي د. خولة الشخشير، أن "الوزارة تحرص على متابعة مشاكل المعلمين الفلسطينيين، وتسعى جاهدة لحلها بالتنسيق مع اتحاد المعلمين، وهذا العام حللنا مشكلة الرواتب وحصل المعلمون على زيادة بنسبة 10%، وفي بداية العام المقبل نأمل بحل كافة القضايا الأخرى العالقة".
ورداً عن الشكاوى المقدمة حول أنظمة التعليم المهترئة وجمود دور المعلم الفلسطيني، قالت الشخشير لـ"الحدث": إن "الوزارة تعمل على تدريب المعلمين للعمل بأساليب تربوية حديثة، ونزود المدارس بكافة وسائل التكنولوجيا الحديثة، ونبذل كافة الجهود لرفع مستوى المعلم والتعليم في فلسطين".
ودعت الشخشير الجهات المعنية في التغيير بالأنظمة التربوية إلى التوجه للوزارة وطرح الأفكار الملائمة للبحث، التي سيتم دراستها لفحص مدى قابلية تطبيقها أم لا، مؤكدة "التعليم في فلسطين على أفضل حال ولا يوجد مشاكل للمعلم أو منهج عمله".
بدوره، قال الأمين العام لاتحاد المعلمين أحمد سحويل لـ"الحدث": إن "مشاكل المعلم الفلسطيني تتمحور في قضية الراتب ونسب الزيادة فيه، إضافة إلى ما يتعلق التدرج الوظيفي والعلاوات"، مضيفا أنه قبل عام وقع الاتحاد مع الحكومة اتفاقاً لحل تلك الإشكاليات، وفعلاً حللنا قضية الرواتب والعلاوات ولم يبقى سوى البند الثالث من الاتفاقية ألا وهو فتح باب التدرج الوظيفي وهذا ينحصر على 300 معلم من القدماء".
وتابع سحويل "بهذه الإشكالية نكون حللنا بنود الاتفاقية، وسنواصل العمل في كافة القضايا المتعلقة بالمعلم والطالب على حد سواء، ولكن ضمن الظروف والمعطيات، فنحن نمر بظروف حساسة  وشعارنا في العمل النقابي والاتحاد تقديم العمل الوطني على الغرض المطلبي إذا تعارض معه وهذا ما نعمل به".
وحول الاتفاقية المتخذة لصالح المعلمين، أكد أن "العلاوة على طبيعة العمل ثبتت على قسيمة الراتب بنسبة 10% وستصرف في كانون الثاني من العام المقبل 2015 بأثر رجعي لكل المعلمين والمعلمات، وقد تم ثبيته كحق للمعلم في تشرين ثاني الماضي.
وأضاف: "نحن نعي الظروف السياسية والمسؤوليات النقابية التي تمر بها القيادة، التي لا تحتمل مزيد من الضغط عليها أو على السلطة بشكل عام، لذلك لابد من الالتفات لقضيتنا والعمل بحذر شديد ونحن نقدم العمل الوطني على الغرض المطلبي".

وأشار إلى أن الاتحاد "يلجأ للحوار المعمق بدلاً من الضغوط على القيادة، وبالحوار نتغلب على كل المشاكل التي يعاني منها المعلمين مراعين الوضع السياسي والظروف الدقيقة التي نعاني منها كشعب فلسطيني".