وأنا عائد من زيارة نفسي القصيرة
ومسافرٌ
في حقيبتي ريح
ومعي حاضرٌ قلقٌ
يُثير الوقتَ في جسدي ويشعله
فلا ينطفىء حاضرٌ قلقٌ في جسدي
ولا يحيل الوقت إلى رماد
معي قلبٌ مريضٌ بالحنان
أذكى من الغياب
وأغبى من الحنين
التقيت الخريف بين دمعتين وقال لي:
لماذا فتحت النوافذ لعصافير الربيع
كي تطير من ساقيك؟
قلت له: لا ورق على غصونك لتنسج العواطف عُشها
وجسمي ورائي ساحة لترويض خيل الانتظار
قال: ماذا بعد زيارة نفسك؟
قلت له: أنا مسافرٌ
أفتش عن الحقيقة في الخريف
ربما تأخذني الريح خارج الجنوب
أو خارج الشمال
ربما خارج الشرق وخارج الغرب
ربما تجمع الشرق والغرب في جهة
وتُضَيِّع خطوتي
ربما أصعد ربما أهبط
ربما تنثرني في مكاني
ولكن لا أحد يراني
قال لي الخريف: ماذا تعلمتَ بعد الخريف؟
قلت: تعلمتُّ الشوق والانتظار
ولا حكمة في العاطفة غير التوغل في العاطفة