الحدث ـــ محمد بدر
علق وزير جيش الاحتلال أفيجدور ليبرمان على إغلاق روسيا للمجال الجوي في سوريا، بعد سقوط الطائرة الروسية، بالقول: "سياسة إسرائيل لن تتغير.. تصرفنا ونتصرف بحكمة ومسؤولية، وليس أمامنا أي خيار آخر وسنستمر بالهجوم على القواعد الإيرانية.. لا شيء سيتغير ولن نغير سياستنا".
ونقل موقع كان العبري عن ليبرمان، قوله: "لقد أوضحنا أننا لن نسمح لتحويل الأراضي السورية إلى جبهة إيرانية متقدمة في مواجهة إسرائيل.. وسنواصل العمل على منع هذا وبكل الطرق وضمن جميع الاحتمالات من منطلق إدراكنا بمدى الخطر الوجودي الذي يتهدد دولة إسرائيل".
في وقت لاحق من اليوم، من المتوقع أن تنشر وزارة الدفاع الروسية التسلسل الزمني للأحداث التي أدت إلى إسقاط طائرة إليوشن 20 الأسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحيط علما بالتفاصيل التي قدمها الوفد الإسرائيلي برئاسة قائد القوات الجوية للروس حول إسقاط الطائرة الروسية. وأكد المتحدث "أنه لم يتخذ القرار بعد بشأن الخطوة التالية".
وكانت صحيفة هآرتس قد أكدت أن وزير الجيش أفيغدور ليبرمان أخفق في إدارة المزيد من المناورات مع الروس، من أجل التهرب من مسؤولية إسقاط الطائرة، ورغم تأكيده أن ما حدث كان بسبب تصرفات "غير مسؤولة" من الدفاعات الجوية السورية؛ إلا أن روسيا لا تميل إلى الصفح، وستحاول على الأرجح الحصول على تنازلات إسرائيلية مقابل الصفح، وهذه التنازلات قد تتعلق بحرية الحركة الإسرائيلية في سماء سوريا.
وأضافت الصحيفة: "إسرائيل مقتنعة بأن لديها تفسيرات مقنعة لما حدث.. وأظهر تحقيق القوات الجوية أن السوريين أطلقوا وابلا من النيران المضادة للطائرات في الوقت الذي كانت الطائرات الإسرائيلية تعود فيه إلى إسرائيل".
وترى الصحيفة أن إسقاط الطائرة الروسية تم بشكل رئيسي بسبب فشل التنسيق الأمني بين "إسرائيل" وروسيا، وهو الأمر الذي تنفيه "إسرائيل" بشكل مطلق، ويحاول سلاح الجو الإسرائيلي التأكيد للروس أن ما حدث كان بسبب فشل التنسيق بين السوريين والقوات الروسية وليس بين "إسرائيل" والقوات الروسية.
وبحسب الصحيفة، تأمل "إسرائيل" بأن يكتفي الروس بإغلاق الفضاء الجوي لشرق المتوسط لمدة أسبوع، وليس فرض المزيد من القيود والإجراءات؛ مثل منع "إسرائيل" من الطيران بالقرب من قواعدها في شمال سوريا، لأن مثل هذا التقييد الروسي يمكن أن يحفز الإيرانيين والنظام السوري وحزب الله على إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا. وعلى المدى الطويل، يمكن أيضاً أن تحوّل إيران هذه المنطقة لقاعدة قوية لها، الأمر الذي سيعزز وجودها في الشمال السوري وسيسهل عمليات تهريب السلاح لحزب الله.