الحدث - سجود عاصي
تجمع بلدية رام الله وحدها يوميا ما يقارب 95 طنا من النفايات بمعدل 3.5 كيلو لكل أسرة واحدة يوميا، وتبلغ تكلفة التخلص من هذه النفايات سنويا حوالي 2 مليون دولار؛ الأمر الذي دفع المهندس مؤيد الريماوي بأن يفكر في طريقة تحويل النفايات إلى مادة يستثمر فيها بدل أن تكون مادة ينفق عليها.وقال المهندس مؤيد الريماوي لـ الحدث، إن فكرة المشروع جاءت بهدف التخلص من النفايات الصلبة بأقل تكلفة ممكنة بالتزامن مع الاستفادة منها في مشاريع حيوية تفيد المواطنين.
وأضاف الريماوي أن مشروعه يعمل على مبدأ تحويل النفايات الصلبة إلى مواد تستعمل في البناء كبديل عن الحصمة والرمل، من خلال جمع النفايات وتنقيتها من الشوائب كالمواد العضوية مثلا التي تؤثر على مواد البناء، بعد ذلك تأتي مرحلة خلط النفايات بمادة على شكل حبيبات تعطيها قوة تلاصق مع الباطون. وفي المرحلة الثالثة، يتم خلطها وتعريضها إلى درجات معينة من الحرارة ولأوقات معينة حتى تتشكل المادة النهائية والتي تتكون على شكل حبيبات تسد مكان الحصمة لاستخدامها لاحقا في البناء.
وبحسب المهندس المعماري مؤيد الريماوي؛ فإن المشروع جاء للحفاظ على البيئة من ناحيتين، الأولى التخلص من النفايات الصلبة والثانية عدم هدر مكونات الطبيعة لأنه يستغني عن الحصى الموجود فيها بآخر مصنوع من النفايات، مؤكدا أن المشروع سيوفر لبلدية رام الله على سبيل المثال الأموال التي تستخدم في نقل وجمع النفايات وإتلافها، كما وستدر لها أرباحا تقدر بنحو نصف مليون شيقل سنويا كثمن لمبيعات منتجات البناء، بحسب الدراسة الأولية لـ الريماوي.
وتشير الدراسة، إلى أن الأرباح التي سيتم تحقيقها ستكون ناتجة عن بيع المواد بتكلفة تصل إلى النصف مقارنة مع الأسعار الموجودة في السوق، إلى جانب أنها منتجات محلية الصنع.
وأكد الريماوي على أنه ينوي من خلال مشروعه هذا إلى تحويل النفايات من مواد صلبة لا حاجة لها إلى ثروة، مع الإشارة إلى أن مشروعه ما زال في مرحلة التجارب المخبرية، حيث تمكن من إدخال 70% من النفايات الصلبة في تجاربه بما يشمل الكرتون والزجاج والورق والمعادن والبلاستيك، وتمكن من إنتاج نوعيات مختلفة بمواصفات ومميزات متنوعة.
ويعتمد الريماوي في مشروعه على التجارب اليدوية إلى جانب استخدام بعض المعدات الموجودة في مختبر جامعة بيرزيت لمواد البناء.
وبشكل رئيسي، اعتمد الريماوي على النفايات الصلبة غير المفرزة، لعدة أسباب، أهمها أن الشارع الفلسطيني لم يستجب لثقافة الفرز ولا يحبذها مما دفعه إلى استخدام النفايات بدون فرزها وإنما فقط يقوم بتنقيتها من الشوائب، إضافة إلى التكاليف المرتفعة التي تترتب على عمليات الفرز.
وأشار الريماوي إلى أن بلدية رام الله تواصلت معه شخصيا وأبدت له استعدادها للتعاون معه، خاصة في ظل فشل إقامة مشروع مكب النفايات في منطقة رامون والذي خصص له 14 مليون دولار، بسبب الاحتلال الإسرائيلي ووجودها في المناطق المصنفة (سي)، إضافة إلى أنه في حال تم إنشاؤها فإن المستوطنات القريبة ستستخدمها كمكب لنفاياتها.