الثلاثاء  22 نيسان 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في فلسطين.. مهابط بلا مروحيات

2014-06-13 00:00:00
في فلسطين.. مهابط بلا مروحيات
صورة ارشيفية

 

 
في فلسطين.. مهابط بلا مروحيات

الحدث - (10:30ص)

بإشارات خاصة، وحركات متعارف عليها دولياً، يعمل الملازم أول في الشرطة الجوية الفلسطينية، فادي أبو عون، على إرشاد طائرة مروحية للهبوط على أرض مهبط الطائرات في مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية "افتراضياً".
 
ويمارس أبو عون، وزملاؤه تدريبات بشكل متواصل، بدون طائرات، حيث تمنع إسرائيل القيادة الفلسطينية من الحصول على طائرات مروحية، منذ أن دمرت ثلاث مروحيات كان يستخدمها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، عام 2001.
 
أبو عون، حصل على درجة البكالوريوس (مؤهل جامعي) في علوم الطيران من الجزائر، وحاصل على عدة دورات محلية، حيث أرشد العديد من الطائرات الأردنية أثناء الهبوط في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، إلا أنه يتمنى أن يرشد يوماً ما، أو يقود طائرة مروحية فلسطينية.
يقول أبو عون "لدي وزملائي القدرة على إرشاد وقيادة الطائرات المروحية، قمت بعدة عمليات إرشاد مروحيات للهبوط على أرض مهبط رام الله، ولدي من الطاقة والإمكانيات التي أرغب في أن أمارسها من خلال العمل الفعلي في الطيران الفلسطيني، على أرض الوطن بعد تحقيق السيادة على الأرض والجو".

ورغم شح الإمكانيات، ومنع السلطات الإسرائيلية استخدام الأجهزة اللاسلكية، والحصول على الترددات الخاصة بالطائرات، أوضح أبو عون، أنه قادر على معرفة أي طارئ قد يحدث خلال الهبوط، والاستعداد مباشرة لعملية الإنقاذ من خلال أطقم الدفاع المدني، والإسعاف المدربة على ذلك.
 
في مدينة جنين، تضع الشرطة الجوية الفلسطينية لمساتها الأخيرة، على أرض مهبط الطائرات المروحية في المدينة، ليصبح ثالث مهبط فلسطيني بعد مهبطي رام الله، وبيت لحم (جنوب).
 مسك أبو عون، وزملاؤه بأدوات خاصة بعد ارتدائهم ملابس خاصة، في عملية تدريب افتراضية لهبوط طائرة مروحية، والتعامل معها منذ رؤيتها في الجو لحين هبوطها بسلام وإقلاعها مرة أخرى، حيث يمكن لمروحيتين الهبوط معا في جنين، بحسب الطيار.
 
وإلى جانب المهبط، هناك برج خاص بالمراقبة، وغرف للضيوف، وأماكن مخصصة للمركبات الشرطية، والإسعاف والدفاع المدني.

من جانبه، قال مدير الشرطة الجوية، محمد عبد الله، إن "الشرطة الجوية الفلسطينية مدربة على استقبال وهبوط الطائرات المروحية، وقيادة الطائرات بحرفية عالية"، مشيراً إلى أن بقاء الشرطة الجوية، رغم عدم وجود طائرات فلسطينية، يرجع إلى خطة رئاسية بإقامة الدولة الفلسطينية، وتجهيز البنية التحتية للدولة".
 
وفي حديث مع وكالة الأناضول أضاف: "لدينا فنيون ومهندسون وطواقم كاملة لقيادة الطائرات والتعامل معها".
ولفت عبد الله، إلى أن الشرطة الجوية على أتم الاستعداد للعمل الفعلي في حال توفر الطائرات، وأن البنية التحتية جاهزة في ثلاث مدن فلسطينية، بالإضافة إلى الاستعداد لتجهيز مهابط طائرات في كل من نابلس وطولكرم (شمال)، والخليل (جنوب)، وأريحا (شرق).
 
ونوه المسؤول الفلسطيني، إلى أن الشرطة تعد خطة لإنشاء مهابط أخرى في مناطق الريف، للتعامل مع الحالات الطارئة، مشيراً إلى أن كل هذه الأمنيات مرتبطة بالشأن السياسي، وإقامة الدولة الفلسطينية.
 
 
 
 
 
وفيما يتعلق بالمعوقات التي تواجههم، أشار عبد الله إلى أن السلطات الإسرائيلية لا تسمح بدخول طائرات فلسطينية إلى الضفة الغربية، أو وصول المعدات الخاصة بالاتصال اللاسلكي مع الطائرات إلى طواقم الشرطة.
ولفت إلى أن إسرائيل لم تسمح بدخول مروحيتين تبرعت بهما روسيا قبل ذلك لفلسطين، مبيناً أن موسكو على استعداد لتقديم هاتين المروحيتين إلى الرئاسة الفلسطينية، في حال السماح بدخولهما.
 وأشاد عبد الله بالدور التركي في تدريب الشرطة الفلسطينية، ودعا إلى تعاون تركي فلسطيني في مجال الطيران، وتقديم المساعدات لتجهيز مهابط على أرض الوطن.
 
ويبلغ عدد طاقم الشرطة الجوية المفرغ للعمل في قطاع الشرطة الجوية 25 فرداً، بحسب عبد الله الذي لفت إلى وجود كفاءات فلسطينية عالية يمكن لها الانضمام إلى صفوف هؤلاء حال الحصول على طائرات.
 
وتعود نواة القوة الجوية الفلسطينية إلى العام 1969، التي تلقت تدريباتها في المغرب آنذاك، أعقبها عدة تدريبات في دول عربية وأخرى أوروبية صديقة، وفي عام 1994 دخلت إلى فلسطين 3 طائرات مروحية رئاسية، بعد توقيع اتفاق أوسلو  (1993) حيث خصصت هذه الطائرات لتنقلات الرئيس الفلسطيني بين مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، وإلى مصر.
 
إلا أن إسرائيل دمرت تلك الطائرات الثلاث عام 2001، في قطاع غزة، عقب اندلاع انتفاضة الأقصى.
 
ونظراً لعدم وجود طائرات مروحية في فلسطين، يستخدم الرئيس الحالي محمود عباس، موكب سيارات للتنقل سواء بين مدن الضفة أو للسفر إلى الأردن المجاورة
 
وإلى جانب المهابط الثلاثة للطيران المروحي، كان مطار غزة الذي عرف بمطار "ياسر عرفات الدولي"، تيمناً بالرئيس الفلسطيني الراحل، كونه صاحب فكرة إنشائه، هو المهبط الوحيد للطيران المدني، والذي تعرض مطلع انتفاضة الأقصى 2000 للقصف الإسرائيلي المستمر والمتواصل من الدبابات والطائرات التي أحالته إلى دمار.