الحدث الثقافي- سجود عاصي
كرم نادي قاف للكتاب في طرابلس بلبنان، بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية والرابطة الثقافية؛ الشاعر والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله، وذلك خلال ندوة أقيمت في المدينة بمناسبة فوزه بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عن روايته "حرب الكلب الثانية"، بحضور مدير عام الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة اللبنانية د.علي الصمد.
وقال د. علي الصمد، إن فوز الأديب نصر الله ما هو إلا تأكيد على أن الإبداع الفلسطيني والفكري بكل أشكاله وألوانه، يشكل سدا منيعا في التصدي لمحاولات التغييب والإقصاء التي يُمارسها الاحتلال الإسرائيلي منذ عقودٍ مديدة.
وأضاف الصمد، أن فوز نصر الله لم يكن يتيما، فقد سبقه الروائي الفلسطيني ربعي المدهون، والذي أحرز (البوكر) عام 2016 عن روايته "مصائر"، مؤكدا أن الفوز المزدوج لفلسطين خلال عامين؛ يشكل نضالا بالكلمة الحرة المبدعة، ويغدو وسيلة أساسية لإعلاء صوت الحق الفلسطيني والجهر الفلسطيني بالانتصار للحياة وليبقى الفكر فعل مقاومة.
وخلال كلمته، أشار مدير عام الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة إلى أن قيام "إسرائيل" باغتيال الكاتب الشهيد غسان كنفاني كان بسبب إبداعه الأدبي وهو يحيي الذاكرة الفلسطينية أكثر مما قتلوه لانتمائه وموقعه السياسي.
وحول رواية نصر الله "حرب الكلب الثانية"، قال الصمد، إن الرواية تناولت تحولات المجتمع البشري بأسلوبٍ "فانتازي"، لُحْمتُهُ العجائبية وسَداهُ الخيال العلمي، تنتسبُ إلى الأدب الإبداعي المستقبلي الملتزم. ذلك أن الكاتب يوجَّه، عبرَ مشهديات الرواية الغرائبية، رسائلَ في اتجاهاتٍ عدة. لا بل إن كلَّ مشهديةٍ تستبطن خطاباً (Discourse)، يُقرعُ على مسامعنا ويتوجّهُ إلى بني البشر، بمعزلٍ عن المكان والزمان، بما يجعل الرواية متصفةَ بالشمولية، مشبها إياها بأسلوب الكاتب البريطاني "جورج أورويل" صاحب رواية 1984 التي تمثل النموذج الأكثر فجاجة لأدب المدينة الفاسدة.
وأضاف: "هذه المشهديات، بقدرِ ما تندرجُ تحت الأدب الخيالي الافتراضي وحيث سقوطُ المنظوماتِ الأخلاقية الطاعنةِ في الزمن والتي يُجسِّدُها الدكتور راشد -الشخصية المحورية الرئيسة في الرواية-، وكلُّ ذلك يدعونا إلى التبصُّر في الواقعِ البشري الذي يُؤْذِنُ بِشرٍّ مُستطير، مُدشِّناً عهداً للبشرية شديدَ السواد، لا قِبَلَ لها به.
وختم مدير عام الشؤون الثقافية علي الصمد حديثه الموجه لإبراهيم نصر الله قائلا: "إن فلسطين الحبيبة، تنتصرُ بِك وبأمثالكَ الذين يمتشقون سلاحَ الكلمة، ويخدمون قضيتها من بوابة الخلْقِ والإبداع، وهي أعظمُ البوابات!"