الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كلاب حراسة لا أكثر.. جنود بدو في جيش الاحتلال يوصون أقاربهم وأصدقائهم بهذه الوصية!

2018-09-26 12:02:22 PM
كلاب حراسة لا أكثر.. جنود بدو في جيش الاحتلال يوصون أقاربهم وأصدقائهم بهذه الوصية!
جندي في جيش الاحتلال(ارشيفية)

الحدث ــ محمد بدر

يشعر البدو من سكان النقب المحتل بخيبة أمل، لأن الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال لم تنجح في تمكين البدو في "إسرائيل" من العمل في "الحياة المدنية الإسرائيلية". وفي تقرير نشرته واشنطن بوست في 2015، أكد متقاعدون بدو من جيش الاحتلال، أنهم لا يلقون معاملة أسوة بباقي "مواطني إسرائيل"، وأشار بعضهم إلى أن "إسرائيل" تتعامل معهم كأنهم شيئ لم يكن ولا هو كائن.

وقالت مجموعة من البدو الذين خدموا في جيش الاحتلال لمراسل واشنطن بوست، إن وصيتهم لأصدقائهم وأقاربهم بأن لا يخدموا في جيش الاحتلال، ليس بدوافع سياسية أو لأسباب تتعلق بالوضع السياسي والتوتر بين العرب واليهود؛ ولكن لأسباب مدنية تتعلق بالمواطنة.

وقال صلاح الأطرش (28 عاما) الذي خدم لمدة ثلاث سنوات في جيش الاحتلال: "إنهم يعاملوننا كعرب.. ونحن لا نحصل على نفس الحقوق ونفس المعاملة التي يتمتع بها باقي مواطني إسرائيل، يتعاملون معنا وكأننا لا شيء..".

في السنوات الأخيرة، كان هناك عزوف مستمر لدى البدو من التجنيد في جيش الاحتلال، ويعد الفقر في المجتمع البدوي والشعور بالتهميش؛ هما العاملان الرئيسيان لهذا العزوف. واليوم، لا يشجع شيوخ القبائل البدوية أبناءهم على التجنيد. في حين يرفض بعض القادة في المجتمع البدوي الفكرة من منطلقات قومية.

ويتحدث إبراهيم أبو عفاش، البالغ من العمر 71 عامًا، عن عمله كضابط في وحدة الاستطلاع في حرب "يوم الغفران" تحت قيادة آرييل شارون. ويقول عفاش: "عندما انضممت للجيش الإسرائيلي، لم أفكر في الأمر كثيرا، ولقد خدمت بشرف.. وقالوا لنا إننا سنحصل على امتيازات، وأن ذلك سيحسن ظروفنا.. لكن لا شيء تحسن".

محمد الأطرش (29 عاما) وابن عمه صلاح الأطرش (28 عاما) أكملا ثلاث سنوات من الخدمة العسكرية. يقول محمد: "أنا لا أحصل على أي حق كمواطن.. ولا يمكنني حتى الحصول على رخصة لحمل السلاح الآن إذا أردت العمل كحارس أمن". وعندما سُئِلَ كيف كان سيكون شعوره إذا اضطر للقتال ضد حماس في غزة أو حزب الله في لبنان، قال إنه يعتقد أن من واجبه القتال، ويضيف: "كما تقاتل حماس عن أرضها وحزب الله عن أرضه، أنا قاتلت من أجل أرضي وبلدي. ولكن للأسف، حتى العلاج لا نحصل عليه!".

وتأسست كتيبة خاصة للبدو في عام 1992، للعمل في مجال تقصي الأثر، في جنوب "إسرائيل" وتحديدا على الحدود، وذلك بحسب ما نشره موقع ميكور ريشون.. وكانت الحجة الإسرائيلية أن عدم دمج البدو مع الوحدات المختلفة يأتي من باب تشجيع ظاهرة التجنيد بين البدو، وفي عام 1994 تقرر تحويل الكتيبة إلى كتيبة مشاة. ورغم قرار جيش الاحتلال في العام الماضي السماح للبدو بالانضمام لمختلف الكتائب، إلا أن المجندين البدو يشعرون أن جيش الاحتلال يحاول إبعادهم عن الخدمة مع الجنود اليهود.

ويتركز نشاط الكتيبة البدوية العاملة في جيش الاحتلال على حدود قطاع غزة، وبحسب الضابط البدوي في جيش الاحتلال نادر عيادات؛ فإن كتيبته مكلفة بمواجهة المتظاهرين الفلسطينيين على الحدود، وتدير كذلك عمليات القتال الميداني مع المقاومة الفلسطينية. ويشارك كذلك أفراد الكتيبة في حماية الحدود مع لبنان، ومنذ تأسست الكتيبة وحتى اليوم فإن مهمتها تتلخص في حماية حدود "إسرائيل"، وهو ما دفع بعض المعارضين للخدمة العسكرية لوصفهم بـ"كلاب الحراسة".