الحدث ــ محمد بدر
تعتقد الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية أن المواجهة في الضفة الغربية باتت قريبة، وقد تندلع مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في الأسابيع أو الأشهر القادمة، وذلك على خلفية العقوبات والقرارات الأمريكية الأخيرة بخصوص القضية الفلسطينية. وقال مصدر أمني فلسطيني كبير لموقع كان العبري إن الضفة الغربية "مثل برميل متفجر، ينتظر فقط الشرارة".
وبحسب الموقع، نقلت قوات الأمن الفلسطينية توصيات للرئيس محمود عباس، أكدت له فيها أنها ليست مع وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. ومن وجهة نظرهم، فإن التنسيق يخدم الجانب الفلسطيني وبمثابة "سلاح استراتيجي" يمكن اللجوء إليه في كثير من الحالات الاستثنائية.
ومن المتوقع أن يخاطب الرئيس عباس الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء اليوم. وقال مسؤول سياسي في رام الله: "قد يبدو خطابه مثل كل الخطابات، لكن الوضع على الأرض سيتغير"، وأضاف المسؤول: "لدى عودته من نيويورك، سوف يعقد الرئيس اجتماعا للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، لمناقشة إمكانية تعليق الاعتراف بإسرائيل، بما في ذلك التنسيق الأمني".
وكان الرئيس عباس قد أكد في وقت سابق، أنه شريك بالتقديرات التي تشير إلى أن التوتر بين "إسرائيل" وحماس، قد يؤدي إلى "خطر اشتعال كلي في الضفة الغربية". وقال الرئيس في حديث له مع مراسل الإذاعة الإسرائيلية في باريس: "الوضع صعب للغاية"، معبّرا في الوقت نفسه، عن سعادته للقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت في العاصمة الفرنسية.
وفي بداية الشهر الجاري، قال موقع ميكور ريشون إن المستوى الأمني الإسرائيلي متخوف من أن تنقلب الأوضاع في الضفة الغربية خلال الأسابيع القادمة، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رفعت من حالة تأهبها في الضفة.
وبحسب الموقع، فإن رفع مستوى التأهب الأمني خلال هذه الفترة، جاء لسببين رئيسيين؛ الأول: احتمال وقوع تصعيد في قطاع غزة؛ خاصة مع الاعتقاد السائد لدى المؤسسة الأمنية بأن إمكانية التوقيع على اتفاق تهدئة أصبحت مسألة معقدة، والثاني: هو اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي سيتحدث فيه كل من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتتوقع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن تنعكس الخطابات في الجمعية العامة على الأرض، إما على شكل تصعيد أو على شكل هدوء، واصفة اجتماعات الأمم المتحدة بأنها "مظاهرات احتجاجية مستمرة ضد إسرائيل".
وفي أغسطس الماضي، قال مصدر أمني إسرائيلي للقناة العبرية الثانية، إن قوات أمن الاحتلال تحبط يوميا محاولات لتنفيذ عمليات وتعتقل خلايا في الضفة، وهو ما يعني أن الهدوء الذي يتمتع به الإسرائيليون هش وغير ثابت.