الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

قائد من خارج الصندوق والجلد السميك / بقلم: زياد البرغوثي

2018-09-27 11:54:24 AM
قائد من خارج الصندوق والجلد السميك / بقلم: زياد البرغوثي
زياد البرغوثي

 

يستعمل مصطلح الجلد السميك (Thick Skin) كثيراً هذه الأيام للدلالة على حالة اللامبالاة وعدم الإحساس أو الاهتمام بالانتقاد وتغليب المصالح الخاصة، وغالباً ما يوصف به السياسيون حيث تتبدل المواقف بدون خجل أو وجل..

ولَم تقتصر هذه الحالة على السياسيين فقط، بل أخذت هذه الظاهرة بالانتشار بين فئات الشعب المختلفة، على المستوى الثقافي والتجاري والأخلاقي والاجتماعي بدون رقيب أو حسيب..

أما التفكير خارج الصندوق (Out of the box)؛ تُقال لمن يأتي بالجديد وغير المألوف وأعلى من مستوى التفكير الدارج بين العامة والنخب.

إن الحالة الفلسطينية قد أدخلتنا جميعاً شعباً وأمة داخل الصندوق..

صندوق يحتوي بداخله أصحاب الجلد السميك والجلد الرقيق، وأشكال وألوان مختلفة من الفصائل والانقسامات والاتفاقيات والمعاهدات والالتزامات والوزارات والمسؤولين والمرافقين والميزانيات...

إستَكان الجميع للعيش داخله وتحت سقفه..

وأخذ هذا الصندوق يضيق بِنَا ويضيق علينا..

فقدنا معه هويتنا وكرامتنا ووحدتنا وحريتنا وبوصلتنا السياسية وقدرتنا على التنفس والحركة والتفكير..

ومع ذلك لَم يخرج علينا أي قائد ليأتي بأفكار من خارج الصندوق ويقلب الطاولة ويقول لنا

كفى..

من أجل أن نستعيد حريتنا ووحدتنا ونستعيد قضيتنا، ويستعيد الشعب دوره في إعادة صياغة قراره ومشروعه وأحلامه..

كفى..

لم يبق ما نخسره، يجب كسر الصندوق والخروج من تحت سقفه وجدرانه..

إن كسر الصندوق عندنا كفيل بجعل كافة صناديق المنطقة تتهاوى، لتستعيد البوصلة والهوية التاريخية لشعوبها بعيداً عن الصفقات والمؤامرات التي تحوم وتُحاك لنا في سماء المنطقة..

فهل سيخرج علينا قائد من خارج الصندوق ليقول كفى ؟؟

أم سنبقى أمواتا في صناديق الأحياء وكفى؟؟