الحدث ــ محمد بدر
قالت صحيفة إسرائيل اليوم العبرية إن الاعتقاد السائد بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يطلق أسماء عشوائية على عملياته العسكرية، غير صحيح. وكانت التقارير السابقة حول الموضوع أفادت بأن الجيش يختار أسماء عملياته العسكرية من خلال اختيار عشوائي لاسم من بين مجموعة أسماء مسجلة في قائمة إلكترونية.
وفي دراسة أجراها باحثون إسرائيليون، تبيّن أن جيش الاحتلال يصمم الأسماء بعد تفكير طويل، ويضع مجموعة من الأهداف قبل تصميمه للاسم، من بينها؛ أن يضفي الاسم على العملية العسكرية معنى لافتا، وأن يخدم الجوانب التشغيلية والنفسية. وأوضح الباحثون أن جيش الاحتلال يستعين بإعلاميين أيضا في هذا الخصوص.
وتنقل الصحيفة عن مجموعة الباحثين، قولهم: "هناك أسماء لحروب ومعارك لم يختارها الجيش الإسرائيلي، ومن الأمثلة على ذلك: حرب لبنان الثانية والتي تحدد اسمها من خلال الرأي العام، وحرب يوم الغفران تناسب اسمها مع توقيتها الزمني وأهميتها الدينية".
ويورد الباحثون مجموعة من أسماء المعارك، كعينة عن الأسماء التي تم تصميمها من قبل الجيش، وهي: معارك "عناقيد الغضب" و "أمطار الصيف" و "أغنية الحور" و "غضب الله". ووجد الباحثون أن هناك أربعة معايير يتم بموجبها تحديد أسماء المعارك، وهي: أسماء الأشخاص والأماكن والنباتات والحيوانات، وتنقسم هذه المعايير رئيسيا من حيث المصدر إلى قسمين: العالم الطبيعي والمعيشي وعالم التوراة "الكتاب المقدس".
وناقش الباحثون الإسرائيليون في دراستهم، 81 عملية عسكرية تمت منذ تأسيس "إسرائيل" ــ من حرب الاستقلال إلى عملية الرصاص المصبوب ــ، وناقشوا كذلك أسماء الأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال؛ مثل: دبابة الميركافا، وبندقية تافور، وبندقية الجليل. ومن 239 اسم لعملية عسكرية وسلاح، تبيّن أن ثلث الأسماء جاءت من الطبيعة، والثلث الآخر من المفاهيم التوراتية، والثلث الأخير يجمع بين المعيارين (العالم الطبيعي والتوراة)؛ كعملية عامود السحاب.
ويدّعي الباحثون أن اسم العملية العسكرية يمكن أن يؤثر على تصور الجمهور لها ولنتائجها. على سبيل المثال عملية "سلامة الجليل"، تحمل تحديدا واضحا للهدف. في المقابل، تصمم الأسماء الغامضة مثل "الشتاء الساخن" و"قوس قزح" و"عناقيد الغضب" بصيغة لا تحمل أهدافا في مفرداتها، وذلك لأن الجيش لم تكن لديه المقدرة على التنبؤ بنتائج العملية ومدى نجاحها.