الحدث- محمد غفري
تشير آخر التقديرات والتطورات الأخيرة، وما يشاع في وسائل الإعلام، عدا عن الخطابات الرسمية، أن مفاوضات صفقة تبادل أسرى جديدة بين حماس وإسرائيل قد تبدأ في أي وقت، وهو ما يلوح بالأفق.
القيادة الرسمية لحركة حماس، رفضت الإدلاء بأي تصريحات حول هذا الأمر، خلال اتصالات أجرتها "الحدث"، مؤكدة أنها لا تستيطع النفي أو التأكيد حول أي أمر جديد بخصوص هذا الملف.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار، خلال حوار خاص مع "الحدث"، أن هذا الموضوع سري لا يمكن الحديث عنه (مغلق)، ونحن لا نرد على ما يشاع في وسائل الإعلام.
لكن موقع "المجد الأمني"، المعروف بقربه من الأجهزة الأمنية التابعة لحركة "حماس"، قال يوم أمس الأحد، إن مفاوضات صفقة "تبادل أسرى جديدة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل قد تبدأ خلال فترة قريبة نظراً لوجود ما وصفها بـ"التطورات الجديدة" على الملف.
ووفق معلومات حصل عليها موقع "المجد الأمني" فإن بعض الأطراف الدولية التي لم يذكرها، بدأت في التحرك في القضية بطلب إسرائيلي، بهدف جس نبض الفصائل الفلسطينية حول عدد الأسرى، ومعرفة مصيرهم.
وأكد الموقع أن الفشل الاستخباري الإسرائيلي في الوصول لمعلومات حول مصير ومكان الجنود الأسرى في قطاع غزة يدفع للتوجه للعمل التفاوضي الدبلوماسي في ظل زيادة الضغوطات من عائلات الأسرى لمعرفة مصير أبنائهم.
أبو عبيدة الناطق باسم كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، تعهد أمس الأحد بتحرير الأسرى الفلسطينيين من داخل السجون الإسرائيلية، وأن ذلك سيتم في أقرب وقت.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أبو عبيدة أمس الأحد خلال عرض عسكري نظمته الكتائب، في ذكرى إنطلاقة حركة حماس الـ27.
وأضاف الناطق الرسمي : "سنحرر الأسرى في وقت غير الذي تحدده إسرائيل، وتقرره، وكتائب القسام، قطعت على نفسها وعاهدت ربها عز وجل على أن حرية الأسرى هي مسألة وقت فقط وهي أقرب من أي وقت مضى".
ودعت كتائب "القسام" الاحتلال الإسرائيلي لترجمة كلمة الناطق باسمها أبو عبيدة، التي سيلقيها خلال العرض العسكري، وقالت الكتائب في تغريدة لها على موقع "تويتر" قبيل كلمتها، "ننصح العدو بترجمة كلمة القسام غدا، وقراءة ما بين السطور".
واشتهر أبو عبيدة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة بخطاباته، التي كان يتحدث فيها عن إنجازات المقاومة الفلسطينية وتقديم الأدلة المصورة على ذلك على ذلك، وهو ما كذب الرواية الإسرائيلية، وجعل رواية المقاومة هي الأصدق.
الصحف الإسرائيلية بدورها، تحدثت عن هذا الأمر صباح اليوم الأثنين، حيث ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيتدخل من أجل التوصل لاتفاق بين كل من إسرائيل وحركة حماس، يقضي بتخفيف الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، في مقابل تسليم حماس لجثث جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي المفقودين منذ العدوان الأخير على غزة.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن دبلوماسيين غربيين قالوا إن بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، تحدث مع السيسي من أجل إقناعه بالتوسط لحل مشكلة الجنود المفقودين، إلا أن السيسي رفض ما لم يقترن ذلك بفك إسرائيل حصارها على غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن حركة حماس قد تطلب مبادلة جثث المفقودين من إسرائيل ببعض الأسرى في سجون الاحتلال.
القيادي البارز في حماس يحيى موسى، قال خلال تصريح لـ"الحدث"، إن حماس لا يوجد لديها مانع حول توسط مصر لأي مفاوضات في صفقة تبادل الأسرى، ولا يوجد لدى الحركة أي "فيتو" على أي جهة تتوسط المفاوضات في هذا الملف، دون أي إملاءات وشروط.
ولم يستبعد المحلل السياسي سميح حمودة، أن تلعب مصر دول الوسيط في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى المقبلة.
وأضاف حمودة، لـ"الحدث"، "مصر لعبت دور الوسيط في عهد السيسي خلال العدوان الأخير على غزة، في مفاوضات تثبيت وقف إطلاق النار"، كذلك يوجد لديها قنوات اتصال رسمية مع إسرائيل.
وكانت حركة حماس، قد عرضت خلال مهرجان خطابي لها خلال الأيام الماضية، 10 أشخاص بزي عسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي ووضعت علامة سؤال على وجه كل واحد، ومنهم من كان يرتدي بزة ضابط ومنهم من كان ببزة جندي عادي، وهو ما اعتبره مراقبون تلميح من القسام "لوجود" عدد من الجنود المأسورين لديها.
وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلنت "القسام"، أنها كبدت جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة، وتمكّنت من أسر جندي إسرائيلي، يدعى أرون شاؤول، خلال عملية نفذتها شرقي غزة.
وتتهم إسرائيل حركة حماس، باحتجاز جثة ضابط آخر، (هدار غولدن) قُتل في اشتباك مسلح شرق مدينة رفح في 1 أغسطس/آب الجاري، وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفه حتى الآن.