الحدث ــ محمد بدر
فسر اللبنانيون قيام رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بعرض صور من بيروت زاعما أنها مصانع ومخازن للسلاح، على أنه الدعاية الإسرائيلية التي تسبق الحرب على بيروت، معتبرين أن العرض الذي قام به نتنياهو ينذر بتجهيز إسرائيلي لضرب بيروت. في المقابل، اعتبر الإسرائيليون تصريحات وزير الخارجية في الحكومة اللبنانية والتي انتقد فيها نتنياهو؛ على أنها دفاع من قبل الحكومة عن الحزب وخضوع لمعطياته وشروطه، بحسب ما نشرته القناة العاشرة الإسرائيلية.
وبالتوازي مع الجهود الدبلوماسية التي تقودها الحكومة اللبنانية ضد "إسرائيل" وخطاب نتنياهو في الأمم المتحدة؛ تلوّح الحكومة بما يلوّح ويهدد به حزب الله؛ وهو إطلاق مئات الصواريخ على المدن الإسرائيلية. واعتبرت القناة العاشرة أن تهديدات الحكومة اللبنانية تنسجم مع تهديدات حزب الله، وهو ما يؤكد وجود علاقة وثيقة بين الحكومة والحزب المدعوم إيرانيا.
وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل قد انتقد خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا إن "نتنياهو ينشر الأكاذيب ويحاول تبرير مهاجمة العاصمة اللبنانية". تصريح باسيل جاء خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الخارجية اللبنانية لسفراء مجموعة من الدول من أجل "فضح نتنياهو وإظهار الحقيقة". وغاب كل من السفير السعودي والسفير الأمريكي بشكل لافت، وعندما سُئل باسل لماذا لم يصل السفير الأمريكي، أجاب: "قيل لي إنها كانت في إجازة".
ورفض باسيل ما زعمه نتنياهو حول طبيعة هذه المناطق، قائلا: "صحيح أن حزب الله يملك صواريخ دقيقة، ولكنها ليست في المواقع المذكورة، وبالتأكيد ليس في محيط المطار." وأضاف: "لبنان سيمنع أي عدوان إسرائيلي على بيروت، ومثل هذا الهجوم سيكون له تداعياته ليس فقط على لبنان بل أيضا على بلدان أخرى في الشرق الأوسط".
وبعد ساعات قليلة على تصريحات باسيل، قال نتنياهو في تغريدة له على تويتر إن "حزب الله يكذب بشكل واضح ومكشوف على المجتمع الدولي من خلال حملة دعائية غير مجدية من قبل وزير الخارجية اللبناني، الذي أخذ سفراء دول العالم في لبنان إلى ملعب كرة القدم"؛ في إشارة من نتنياهو إلى زيارة وزير الخارجية اللبناني برفقة بعض سفراء الدول في لبنان إلى الملعب الذي زعم نتنياهو أمام الأمم المتحدة؛ أنه مخزن سلاح تابع لحزب الله.
وتحدّى نتنياهو وزير الخارجية اللبناني بأن يقوم بجولة مع السفراء في الأماكن الأخرى، التي يتم تصنيع الصواريخ فيها تحت الأرض، على حد زعم نتنياهو. وتساءل نتنياهو :"لماذا لا يسأل السفراء أنفسهم لماذا انتظروا ثلاثة أيام حتى قاموا بالجولة؟".