المفتاح الضائع الذي بحثتُ عنه تحت السّرير وخلف المنضدة وداخل أكواب الأرز، وجدته عن طريق الخطأ على دكّة شجرة التوت،- التي لم يحدث أن أحببتها يومًا-.
القمصان البالية التي مارستُ هواية تعليقها على فروع تلك الشجرة إيمانًا منّي بخرافة قد لفقتها لنفسي..
خرافة إفزاع غربان الحي..
الغربان التي قد تجلب الشؤوم بمحض لونها القاتم،حسبما تدعي الجدات
الجدات اللواتي لم يتركنَ يومًا حادثًا إلا ونسبنه لخرافةٍ ما .
المفتاح، القمصان، الغربان، الخرافات..
أتدارك ذلك كله..
أنا أتحدث عن النّار التي صار عودها رمادًا اللحظة، لا شأن لي بالمفتاح، أنا لم أقصده حتى، لقد كان وسيلة تفضي بي إلى هذا الانصهار
هل هذا عقاب ؟
هل يعاقبني الله لأنني تداركتُ حذاءً ظل مقلوبًا على قفاه
أم لأنني تجاوزت خبزةً سقطت سهوًا من يد طفلٍ على قارعة الطريق؟
لو درى الله توجسي من لحمٍ عالقٍ في ذلك الحذاء، وأصابعَ مدسوسة تحت تلك الخبزة، هل كان سيغفر لي؟
يعلم الله جيدًا أنني جهدت من أجل وقتٍ مغموسٍ بوعاء الهناء، جهدت من أجل أن أتحسس وجهي بأناملَ لا يسيطر عليها نُعاس، من أجل أن أهب عينيْ لآخر وأقول له: انظر من خلالهما ، هل تراني كما أفعل، أم أن النار ما يزال احمرارها عالقًا من أثر ما خلّفه الزّمان؟
النّار التي طال توهجها حتى مسدت على أسطح القبور وحالت رمادًا أيقظ الموتى لماذا لم تُخمد مذ أن صارت شرارة، لماذا لم يكن للنّدى نصيبه من الوجود؟
الآن .. رأسي حقلٌ واسعٌ طافحٌ بغِربان كثيرة تمزق بنهمٍ "الأخضر واليابس"
هل ستصل لقلبي؟