الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ستة أشهر من الجحيم بانتظار تجار سوق خان الزيت في القدس.. ما علاقة ذلك بصفقة القرن؟

2018-10-03 11:56:30 AM
ستة أشهر من الجحيم بانتظار تجار سوق خان الزيت في القدس.. ما علاقة ذلك بصفقة القرن؟
من داخل أسواق البلدة القديمة في القدس المحتلة (الحدث: محمد غفري)

 

الحدث- محمد غفري

شرعت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، أمس الثلاثاء، بعمليات ترميم وإعادة تأهيل لسوق "خان الزيت" أحد الأسواق التاريخية في البلدة القديمة.

وبحسب الإعلان الذي صدر عن بلدية الاحتلال، واطلعت عليه "الحدث"، فإن مدة تنفيذ المشروع  تقدر بحوالي 6 أشهر، وسوف يتم تنفيذ الأشغال في الشارع من منطقة باب العامود وحتى سوق العطارين، على أن يتم إعادة تأهيل البنية التحتية من خطوط ماء وكهرباء وهاتف واستبدال بلاط الأرصفة وتصليح واجهات المحال التجارية.

الإعلان بدا في ظاهره جميل مغلف بعبارات الاعتذار والشكر والتفهم، إلا أن من يقف خلفه في النهاية هي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تسعى بشتى السبل للسيطرة على المدينة المقدسة واستبدال معالمها الأصيلة بمعالم تهويدية جديدة، عدا عن ممارسات التنغيص المقصودة لحياة المواطنين فيها سعياً لطردهم خلف الجدار.

منذ إعلان بلدية الاحتلال نيتها البدء بالمشروع، بادر تجار سوق خان الزيت بتشكيل لجنة تتألف من خمسة تجار تتولى هي مهمة تمثيلهم أمام البلدية، والتي كلفت بدورها محام خاص حمل إلى بلدية الاحتلال عددا من المطالب.

يقول رئيس لجنة تجار القدس حجازي الرشق، إن المحامي طالب بالنيابة عن التجار أن تقوم بلدية الاحتلال بأعمال التأهيل خلال ساعات المساء بعد الساعة 8، وضمان عدم إعاقة حركة سير المواطنين.

لكن الرشق أبدى تخوفه من عمليات التأهيل كغيره من تجار القدس، وذلك نتيجة ثلاثة أسباب جاء على ذكرها في لقاء خاص مع مراسل "الحدث".

السبب الأول هو انعكاس عمليات التأهيل والصيانة التي ستستمر مدة ستة أشهر على الوضع الاقتصادي للتجار في السوق بشكل سلبي، ذلك يأتي علاوة على ما يعانيه هؤلاء التجار بالأصل من حالة اقتصادية صعبة، أوصلت بعضهم للإعلان عن بيع القطعتين وفوقها ثلاث قطع مجاناً، وآخرين أعلنوا عن نسبة خصم تقل عن 50% على البضائع.

وأضاف الرشق على ذلك، أن عمليات الصيانة سوف تؤدي إلى تراجع توافد القوة الشرائية إلى السوق، وما ستؤدي إليه هذه العمليات من انتشار للغبار والأتربة وتزامن الأعمال مع فصل الشتاء، وعلى اعتبار أن غالبية المحال التجارية في سوق خان الزيت تبيع الأحذية والملابس، وبالتالي إمكانية تعرضها للتلف.

السبب الثاني لتخوف أهالي القدس من عمليات الصيانة؛ هو قيام سلطات الاحتلال خلال عمليات الحفر في طرقات البلدة القديمة بحفر أنفاق جديدة تحت المدينة المقدسة، أو ربط أنفاق جديدة بأنفاق قديمة تصل إليها.

أما السبب الثالث بحسب ما ذكر حجازي الرشق، هو قيام فرق الصيانة بخلع بلاط الأسواق وهو بلاط قديم يعود إلى عصر المملوكي، واستبداله ببلاط جديد، على أن يتم استخدام بلاط المماليك في مناطق أخرى إسرائيلية بعد إجراء عمليات الصيانة له.

هل من علاقة لصفقة القرن؟

جاء دونالد ترامب وأعلن القدس وفق الرؤية الأمريكية عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، هذا الإعلان بحسب ما أجمع المراقبون عليه هو جزء من سياسات أخرى لما بات يعرف بـصفقة القرن. إعلان ترامب العدائي بحق القدس منح سلطات الاحتلال الإسرائيلي مزيدا من التجرؤ عليها.

ووفق ما يرى رئيس لجنة تجار القدس حجازي الرشق في لقائه مع "الحدث"، فإن ما يجري من إعادة تأهيل وصيانة لسوق خان الزيت في البلدة القديمة مرتبط بصفقة القرن.

ستقوم سلطات الاحتلال بطلاء أبواب المحال التجارية بشكل موحد وفق ما تشاء، واستبدال واجهات المحلات التجارية أيضاً، وليس بعيدا أن يكتب أسماء المحال التجارية باللغة العبرية إلى جانب العربية كما هو الحال في مدينة يافا.

خلف كل هذا الأمر بحسب ما أكد الرشق تريد سلطات الاحتلال أن تظهر على أنها تسيطر على القدس فعلياً على أرض الواقع.

يوجد في سوق خان الزيت اليوم 183 تاجرا مقدسيا، بانتظارهم ستة أشهر من الجحيم الاقتصادي، قد تنعكس على واقع البلد القديمة هناك لسنوات طويلة، فلا ينتظر تجار القدس الخير من سلطات الاحتلال وإن لفتها بغطاء حضاري.