الحدث ــ محمد بدر
كما يبدو، فإن يحيى السنوار لن يكون الوحيد الذي يجب أن يبرر أو يوضح الدوافع التي تجعله يجري لقاءا مع الصحفية الإيطالية فرانشيسكا بوري التي تعمل في صحيفة إسرائيلية. في 20/2/2017 حضرت ذات الصحفية إلى جامعة بيرزيت، بناء على دعوة وجهت لها من قبل رئاسة دائرة الإعلام في الجامعة.
تحدثت بوري، حينها، عن تجربتها العملية في سوريا والعراق، ولم تشر إلى عملها لصالح يديعوت أحرنوت، وقالت إنها أعدت مجموعة من التقارير في غزة والضفة لصالح الصحيفة الإسرائيلية. وقدّمت رئاسة دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت حينها، بوري، على أنها صحفية شجاعة وتمتلك رصيدا عمليا من الخبرة والمخاطرة، وأن تجربتها ملهمة.
تقول طالبة الإعلام في جامعة بيرزيت لينا خطاب إن رئاسة الدائرة أبلغتهم بضرورة حضور محاضرة لصحفية إيطالية عملت في كثير من الدول العربية، وتضيف خطاب: "تفاجأت أنها لم تذكر القضية الفلسطينية كقضية صراع من ضمن القضايا التي تطرقت إليها؛ خاصة وأنها تحدثت كثيرا عن الأزمة السورية".
وتؤكد خطاب أن الصحفية بوري تركت انطباعا غريبا لديها وظلت صورتها مترسخة في ذاكرتها، وأنها بحثت عنها من جديد بعدما رأت صورتها بالتقارير التي تتحدث عن مقابلتها مع القيادي في حماس يحيى السنوار، لتكتشف أنها هي من حاضرت بطلبة الإعلام محاضرة كاملة عن تجربتها.
لكن دائرة الإعلام في بيرزيت، لم تكن وحيدة في استقبال الصحفية الإيطالية فرانشيسكا بوري، فقد شاركت في مؤتمر المرأة والإعلام في جامعة النجاح، بصفتها صحفية غطت مناطق ساخنة في العالم، مثل أفغانستان وسوريا والعراق. وتحدثت بوري عن التحديات والصعوبات التي تواجه الإعلاميات في تغطية الأحداث، ومرة أخرى لم يذكر أنها غطت بعض الأحداث في العالم لصالح يديعوت، وأنها أعدت مجموعة من تقاريرها ليديعوت في الضفة وغزة.
في عام 2016، كتبت بوري مقالة تحت عنوان "الحياة في الجحيم" : "العام الماضي كنت في الخليل. وصلت هناك لإعداد تقرير ليديعوت أحرونوت. في البداية، دعنا نقول، لقد كنت غير مرتاحة. وصلت إلى المدينة ظهرا، وذهبت مباشرة إلى مظاهرة، إلى الفوضى والمواجهة مع الجيش..". تصف بوري المواجهات بالفوضى، وتؤكد على أنها كانت تعرّف عن نفسها بأنها إيطالية وهذه حقيقة، لكنها كانت تعمل لصالح صحيفة إسرائيلية في النهاية.
وعن عملها مع يديعوت، تقول إنها لم تتردد للحظة بالعمل مع يديعوت، خاصة وأنها أكثر الصحف شعبية في "إسرائيل"، وتصف بوري يديعوت بأنها صحيفتها المفضلة وأن انتماءها الصحفي للصحيفة كبير، وتضيف: "من بين الصحف الكثيرة التي أكتب لها، أعتقد أن يديعوت أحرونوت هي صحيفتي... لأن الصحافة في بعض الأحيان أكبر من الصحافة".
ويبقى السؤال الأهم: هل كان يعلم أساتذة الإعلام الذين استضافوها والجامعات التي رحبت بها بحقيقة عملها، أم لا! وفي الإجابتين مصيبة.