الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

شير بدون رصيد / بقلم: زياد البرغوثي

2018-10-05 05:26:35 AM
شير بدون رصيد / بقلم: زياد البرغوثي
زياد فوزي لبرغوثي

سأكتب اليوم بلغة افتراضية.. لغة فيها بعض الغموض وقليل من العبقرية..

الفيسبوك مخلوق عجيب، فيه الحبيب وفيه الغريب، وهو بنك مركزي يحتوي على المليارات من اللايكات الافتراضية..
وكل من يملك حسابا أو رصيدا في هذا البنك، يعرض لايكاته حسب الطلب والقوة الشرائية..

هذا الشعور بامتلاك ثروة افتراضية، يُعطي شعورا حقيقيا بالأهمية لكثيرٍ من أصحاب هذه الأرصدة الوهمية..
وكأنها حصيلة جهد وتعب، وإنها مُراقبة تخضع لقانون رقابة الأموال الأجنبية في زمن الأنظمة الرجعية..
هذه الأهمية قد لا يأخذها أو يشعر بها بعض الرجالات في عالم المال والأعمال من أصحاب الثروات الحقيقية..

جاءني هذا الشعور وأنا جالس في مقهى من مقاهي رام الله استمع لحديث بين مجموعة من الأصدقاء على طاولة جانبية..
احتد النقاش بينهم وعلا صوت صديق يعاتب صديقه لماذا لم يضع له "لايك" !!
لم أستطع التمييز.. هل كان العتاب على بوست أم على صورة تذكارية؟؟

فقلت لنفسي يبدو أن الأمور ستذهب في المستقبل في هذا الاتجاه، حيث ستصبح العلاقات والمشاعر افتراضية..
نستمدها من العالم الافتراضي بدلا من العواطف والمفاهيم الإنسانية..
والتي أسست لتطور العلاقات والفكر الإنساني في المجتمعات عبر العصور التاريخية..

وقلت.. قد تتطور الأمور أيضاً في المستقبل في هذا المجتمع الافتراضي، ونشهد فيه محاكمة أشخاص بسبب شير بدون رصيد أو لايك راجع أو من أين لك هذه الأرصدة الوهمية!..

حتى أصحاب الشير واللايكات قد يُعرضون على القضاء والمحاكم بتهمة الفساد المالي والسياسي لتهريبهم اللايكات أو عدم دفعهم الشيرات للجهات الرسمية..
ومخالفتهم قانون الانحلال الطبيعي والتفكك الأسري والاجتماعي في هذا الزمن الافتراضي..

صدق من قال إن الثروة و"الفلوس" مفسدة للنفوس..
سواء بالعالم الحقيقي أو الافتراضي...