الحدث- محمد غفري
انسجاماً مع صفقة القرن وتصريحات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الرامية لإغلاق ملف اللاجئين والقدس، تستمر بلدية الاحتلال في القدس ورئيسها نير بركات في تلفيق الادعاءات وإلصاقها بوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لتبرير مهاجمتها وإغلاق مؤسساتها التعليمية والصحية في القدس وامتداداً لمخيم شعفاط وبلدة كفر عقب، من خلال ما ادعاءات بركات بارتفاع أصوات المقدسيين المطالبين باستبدال خدمات الأونروا.
رئيس بلدية الاحتلال في القدس ومن خلال صفحته الرسمية على "فيسبوك"، هاجم "الأونروا" واصفاً خدماتها بالفشل وألحقها بالعجز. من جهته أعرب عن وجود خطة خدماتية بديلة ستحل مكان الأنروا وتقدم خدمات للمقدسيين "تليق بهم كبشر" وتعاملهم كمواطنين لا كـ "لاجئين".
وتعقيبا على تصريح نير بركات أكد محافظ القدس عدنان غيث على أن حكومة الاحتلال تسعى من ملاحقتها للأونروا لإسقاط قضية اللاجئ الفلسطيني بشكل كامل وهذه المرة بالأفعال، منوهاً إلى خطورة تبعات الأمر سياسياً واجتماعياً، مشيراً إلى مداهمة إحدى مراكز وكالة الغوث الأسبوع الماضي.
وأفصح المحافظ في تصريح خاص لـ"الحدث" عن انعقاد جلسات مستمرة على مستوى القيادات لمتابعة هذا الشأن وإقرار خطط للوقوف في وجهه على صعيد المؤسسات الدولية وعلى الصعيد المحلي من خلال توعية الأفراد بخطورة هكذا خطة. ونوه أيضاً إلى التهديدات التي تعاني منها المسيرة التعليمية والأزمة التي ستتفاقم مع خطط بلدية الاحتلال.
من جهة أخرى اعتبر مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد حموري الخطة التطويرية الخدماتية التي يتحدث عنها بركات والتي وصفها بـ"الفريدة من نوعها" محض ادعاءات كاذبة وخطط وهمية لن يتم تطبيقها، مستنداً على تقصير بلدية الاحتلال في القدس عن سد احتياجات أهالي ومواطني مدينة القدس الملتزمين بالضرائب والذين يشكلون ما نسبته 30-35% من موزانة البلدية وبالمقابل يحصلون على 5% فقط من الخدمات.
أكد الحموري أيضاً على أن بلدية الاحتلال عنصرية في توزيع خدماتها بدلائل ملحوظة يلمسها المواطنون كتنظيف الشوارع العربية من القمامة التي تتم إزاتها مرة واحدة خلال يومين، بينما يتم إزالة القمامة في شارع يافا ثلاث مرات في اليوم الواحد، إلى جانب انعدام الحدائق العامة والمتنزهات تقريبا في القدس بالمناطق العربية.
وحول خطورة إلغاء المؤسسات التابعة للأونروا وعلى رأسها المدارس، ربط الحموري في حواره مع "الحدث" هذه السياسات بخطة الاحتلال الجديدة الهادفة لدعم المناهج الإسرائيلية في المدارس العربية والتي يبلغ حجم ميزانيتها مليارين ونصف. في الوقت الذي يعاني فيه التعليم في القدس ومدارس البلدية التي تشكل 60% من مجموع المدارس في القدس من نقص هائل في عدد الصفوف والذي يصل إلى 2000 صف.
محاولة لغسل الأدمغة، وتزوير للتاريخ وقلب للحقائق عبر معلومات بديلة في مناهج تعليم إسرائيلية تهدف للمحو والإلغاء كما يؤكد الحموري، الذي يرى أن بلدية الاحتلال تستخدم العلم سلاحاً ضد المواطنين المقدسيين الأصليين وتحارب وكالة الغوث واللاجئين لتسكير قضية اللاجئين واستخفاف التاريخ ونسيان نكبات الفلسطينيين وحصرها في "خدمات"!
وكانت بلدية الاحتلال قد أعلنت عن نيتها إغلاق سبع مدارس يدرس فيها 1800 طالب في القدس ونقل صلاحية متابعتها من وكالة الغوث إلى بلدية الاحتلال مباشرة.