أريدك أنت
كما أنت
نبضا
يدق سماء انتشائي
وعطر أزاهيرَ
يشعل فوْح ابتدائي
تلملمني أنت
من فوق
كل شفاه المحبين صمتا
ألا فاسقني أنت وحدك
كأس نبيذ ثقيل
يذكّرني عطشي
وارتوائي
أريدك أنت
كما أنت
ترياق عيش
وترياق موت
وعطرا من الشرق
يصنع لي ألف صوت
ويحمل كل فصول
الحنين
وطيف اللقاء
ونبض الأنين
يبعثر فوقي َ
شوقا ونبضا
ويغوي صباحي
ويغوي مسائي
يخلّق فيّ اشتياقا
من الأبجدية
أريدك أرضا لتزرعني
في مشاتلها
من سنابلك المنتقاة
تحوّلني لسطور الفناء
بقلب الحياة
تحولني لزوايا التناقض
قيداً
وحرية ً وانطلاقا
حياة ً وموتا ً
وعشقا وصمتا
هوى ً واشتياقا
أريدك أمطار صيف
تصاحبني في السفر
لتحيي روحي
وان شئت موتى
أمتْني بهذا المطر
ولى أنت حين تراقصني
قبل أن يتأوّه عمري
بآخر أنفاسه
عندما يُحتضَر
أنت لي
مثل قافيةٍ
منذ أن أعلن الشعراء
اعتزالهم الشعر
ظلت تؤخرنا الانكسارات
في عنفوان الطريقة
وحين تعاني بنا
من يسجلها في تواريخ
كل الفتوحات.
والغزوات
السحيقة
أنت لي منذ أن كذبوك
وخانوا الحقيقة
ومن بالحقيقة لي قد وشى
وصدّقت وحديَ رؤياك
فى الوجد
أو منذ بدء الخليقة
لذا
خذ بقدر اشتهائي لك
واشتهائك لي
خذ ما تشاء
ضمّني كي أراك
وكي أستطيع الهروب إليك
بأول وقت العِشا
وكي ما أطوف بجنتك المبتغاة
إذا ما استطعت
وأسّاقط الآن فى حيرتي شغفا
وأراني أمامك
يُغشَى علىّ
على صدري الفذّ كم
تستريح الجراح
وكم من عيون الأحبة
فى المنتدى قد غفت
فى المساء
غفت في الصباح
وها أنت لي
فإذن
لا يحاصر فاك الضباب
وهذى مدينتنا حصّنتها العيون
ونابُ السراب
وكل حوائط روحي قد
دثّرتها الرياح بفوح
العطور
وأسرج كل ثيابي ليل عتيق
يثير مخاوفه
في خبايا السطور
كي لا تحاصرنا كل أشباه
تلك البلاد
وتغلق كل الموانئ
كل الثغور.