الحدث العربي والدولي
سلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الأحد، الضوء على قضية اختفاء الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، والذي لا يزال مصيره غامضا، وتساءلت: كيف تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحادثة الاغتيال في القنصلية؟
وأوضحت الصحفية المختصة بالشؤون العربية سمدار بيري في تقريرها أن "آلاء نصيف زوجة الصحفي خاشقجي، حاولت الالتحاق بزوجها في واشنطن في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إلا أن السلطات السعودية أبلغتها: أنت لن تسافري، التزمي الصمت أو ستسجنين مع أبنائك".
وذكرت أن سعود القحطاني، وهو مستشار كبير لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو الذي "يبقي الأمور في الظل"، هاتف خاشقجي "مرتين، وطلب منه العودة إلى السعودية ووعده بأن يعين كمستشار خاص لولي العهد"، وفق تأكيد أصدقاء مقربين من خاشقجي.
وروى الصحفي السعودي البارز، لأصدقائه أنه "ضحك ضحكة مريرة"، لأن المكالمة التي "بدأت لطيفة انتهت على نحو سيئ، حين أبلغت المستشار بأنه محظور اعتقال من يفكرون بشكل مختلف عن ابن سلمان؛ وعندما تقررون حقا تطبيق الديمقراطية في السعودية ادعوني".
وفي ذات السياق، "أعيد إلى الرياض على نحو مفاجئ السفير السعودي في واشنطن، خالد بن سلمان (30 عاما) وهو ليس مجرد سفير، فهو ابن الملك والشقيق الأصغر لولي العهد"، وفق الصحيفة.
وأضافت أنه "منذ أن نشبت قضية خاشقجي، كان السفير السعودي عرضة لهجمة عبر الهاتف من قادة الإدارة الأمريكية، ومن رجال أعمال وصحفيين، وأجاب بعضهم بأنه التقى بنفسه مع خاشقجي وأجرى معه حديثا وديا، وبعد ذلك صمت الهاتف، وبقيت المكالمات بلا مجيب، ويوم الجمعة الماضي صعد إلى الطائرة نحو الرياض واختفى".
ونوهت إلى أنه "مثلما في كل دراما بهيجة، يعنى بها كل العالم علنا أو في الخفاء، فإن اسم الموساد الإسرائيلي أدخل في القضية"، مضيفة أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتابع باستمتاع، وخير له أن يصمت، لأنه سيتعين عليه أن يقرر كيف يواصل العلاقات السرية مع السعودية، في حين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر أنه سيواصل".
وفي نهاية الشهر، وقبل وقت طويل من تفجر قضية خاشقجي، تقرر موعد عقد مؤتمر "دافوس" الذي سينعقد في فندق "ريتز كارلتون" في الرياض، وهو الفندق الذي احتجز فيه قبل سنة نحو 200 من كبار أغنياء السعودية، وأعدت السعودية للمشاركين جدول أعمال مكثف، بنية إقناعهم باستثمار 500 تريليون دولار في إقامة المدينة الجديدة "نيوم".
وأشارت "يديعوت" إلى أن المؤتمر يعقد برعاية "نيويورك تايمز" وبمشاركة كبار رجال الأعمال والحكم من كل العالم، غير أنه يلوح في الأيام الأخيرة هروب كل وسائل الاعلام الأجنبية التي أعلنت أنها لن تصل، ومثلها العديد من كبار رجال الأعمال ومدراء شركات دولية كبرى.
وتابعت: "لكن ترامب على حاله، سيصل المؤتمر وإلا فإن صفقة السلاح الكبرى مع السعودية ستذهب إلى روسيا أو الصين"