ترجمة الحدث- ريم أبو لبن
قد نستيقظ صباحاً لنصنع لأنفسنا كوباً من الشاي العربي وإذا بنا نجد عددا من النمل المتربع على عرش السكر وفي داخل علبة السكر الموضوعة على أحد رفوف المنزل، فكيف وصل ذاك النمل "النشيط" للسكر؟ وكيف تمرس بالدخول خلسة رغم أننا أغلقنا تلك العلبة بإحكام؟
حقيقة علمية يجب أن تعلم بها، النمل يملك حاسة شم وصفت بـ"القوية" فهو يستطيع الشعور بالروائح المختلفة، غير أن لديه مستقبلات للرائحة يزيد عددها خمسة أضعاف عن ما هو موجود لدى الحشرات الأخرى، وعليه فإن للنمل قدرة استشعارية ذاتية للرائحة وهذا ما يساعدها للوصول إلى الطعام وتحديداً السكر. بحسب ما نشر موقع (تيرمينكس).
كيف يعرف النمل مكان السكر؟
يستخدم النمل وكما الحشرات الأخرى طرق كيميائية للكشف عن مكان تواجد السكر والأطعمة الأخرى، وعليه فإن باستطاعة النمل الكشف عن المواد الكيميائية المحيطة بهم وبداخل المنزل حتى لو كان تركيزها منخفض.
وعليه، فإنه يمكن اكتشافها من خلال المستقبلات الشمية التي يملكها النمل وهي (شعيرات صغيرة تتواجد على جسم النملة)، وبالتالي يمكن للنمل التعرف على موقع المواد الكيميائية كتلك التي تتواجد في السكر والحلويات والكشف عنها، وهذه المواد هي الجاذبة للنمل.
ويعمل النمل على أكل مجموعة من الأطعمة بالاعتماد على نوعها، فعلى سبيل المثال، يفضل النمل (النجار) اللحوم والأطعمة التي تحتوي على الدهون والسكر، وفي الهواء الطلق يتغذى النجار على الحشرات الحية والميتة ومنظفات العسل (سائل حلو تتجه حشرات المن).
وعادة ما يبحث النمل (العامل) وما يوصف بـ (النمل العقيم غير المجنح) على الغذاء لإطعام الملكات (اللواتي يضعن البيض)، وهن يساعدن على تكاثر الذكور في خلية النمل، وغالباً ما يشبع النمل (العامل) ذاته ليلاً في الفترة التي تتراوح ما بين (غروب الشمس ومنتصف الليل) وفي فصلي الربيع والصيف، وهو يسافر لمسافة تقدر بـ 100 ميل بحثاً عن العش والطعام.
النمل يأكل السكر على مزاجه؟
قد يصفه البعض بـ"الزاحف المزعج" لقدرته على التواجد أينما أراد، غير أن مكانه المفضل بجانب السكر وفي المطبخ، فهل يفضل نوعاً معيناً من السكر؟ الإجابة في هذا التقرير.
شيء واحد مثير للاهتمام بأن النمل (الكبير) ينجذب للمحاليل السكرية بدلاً من السكر ذاته، غير أن النمل (العامل) يجد صعوبة في بلع أي شيء لا يكون على هيئة سائل.
ومن الشائع أكثر بأن ترى النمل منجذب للأطعمة السكرية بدلاً من كيس السكر العادي.
ومن المرجح بأن المصنوعات اللاصقة والتي تحتوي على السكر مثل (المصاصات والمشروبات) هي التي يفضلها النمل أكثر من تفضيله للسكر العادي، ولكن هذا لا يعني عدم تواجد النمل في كيس السكر.
ويعتبر السكر بالنسبة للنمل مصدراً للطاقة، فهم بذلك يستغلون أي مصدر قد يجذب لهم الطاقة لإكمال يومهم "المزدحم". بحسب ما نشر موقع " مكافحة الآفات".
وكما أن النمل معروف أيضا بحمله لجزيئات الطعام العملاقة والتي تكون أقل من تلك الموجودة على الأقل، ولكن النمل يفضل حمل جزيئات السكر لاعتبارها خفيفة الوزن، وهو يعتبر بأن جزيئات السكر هي الطعام المفضل الذي يمكن سحبه في أي لحظة.
النمل يحفظ الذكريات
أحياناً ينشط النمل في فصل الشتاء إن كان عشه دافئاً وبدرجة حرارة كافية ومعتدلة، وعادة يبحث في الشتاء عن الطعام ليلاً وفي الأماكن الرطبة، فقد تراهم بالقرب من الصحون أو المصارف أو أحواض الاستحمام وغيرها من المناطق الرطبة.
عندما يترك النمل (العامل) خليته للبحث عن الطعام، فهو يترك خلفه سلسلة من الفيرومونات (Pheromone) وهي كيماويات تتركب من جزيئات عضوية معقدة، فهو يترك مثلاً قطعاً من الخبز حتى يدلل غيره على الاتجاه أو المسار الذي يسير فيه، فبعد أن تعثر النملة على الخبز تلحق بالنملة السابقة، والنمل بذلك يتخلى عن بحثه العشوائي للطعام ويلحق المسار وصولاً إلى المنزل.
أما عن النمل (النجار) أو ما يطلق عليه بـ (النمل الخشبي)، فهو يستخدم كلا من الفيرومونات والذكريات البصرية للعثور على طعامه، وعليه ففي الرحلة الأولى للبحث عن الطعام يتبع النمل النجار درب الفيرومونات التي خلفها النمل الآخر.
وبنظر النمل (النجار) فإن تلك الطريقة للوصول إلى الطعام بطئية جداً وعليه فهو يستخدم قرون الاستشعار لديه لالتقاط رائحة الفيرمون الملتصقة على الأرض.
وبهذه المرحلة، يعمد النمل على تخزين صور الطريق في ذهنه، حتى يتمكن من العودة ومعرفة اتجاه الطعام، وهو بذلك يستخدم للدلالة على الطريق مشاهد قد حفظت في ذاكرته، ويمكنه بذات الوقت تخزين العديد من الصور والذكريات القديمة التي مرت من أمامه.
هل يشكل وجود النمل تهديداً لك؟
يمكن للنمل أن يدمر منزلك عن طريق مضغ الخشب في نشارة الخشب، فهم يقومون بحفر وبناء الأنفاق لبناء عشهم.
فاعرف كيف تتعامل مع النمل..