الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في فلسطين يقولون لي: كنفوش.. وأقول لهم: شعري المجعد يمثلني

2018-10-18 01:47:01 PM
في فلسطين يقولون لي: كنفوش.. وأقول لهم: شعري المجعد يمثلني
فنتينا شولي

 

الحدث- ريم أبو لبن

"السؤال يتكرر: أنتِ جد ما بتتحممي؟ كل يوم بتمشطي شعرك؟ طيب كيف!.. يشعرونني بأن هناك كائنات حية تعيش داخل شعري المجعد". هو أقل ما يمكن وصفه بأنه "فضول" مجتمعي قد تغلغل حتى بين خصيلات شعر فنتينا شولي (24) عاماً المجعد (كيرلي) ولكنه لم ينل منها، لاسيما وأن ذاك الشعر "المجعد" قد رسم شخصيتها وعبر عنها في مجتمع يرفض " التجديد".

"إذا شعري تغير، لن أعترف بنفسي، فهو مرتبط بي كما هو.. هو يميزني فعلاً". هذا ما قالته شولي موضحةً بذلك بأن شعرها "المجعد" قد ارتبط باسمها وبهويتها الخاصة، فقد يصعب استبداله بالشعر "المسحوب"، وهذا أيضا ما أكدته أيضاَ المواطنة مجد حجاج (31) عاماً وهي من قرية بيت ريما التابعة لمحافظة رام الله والبيرة.

قالت حجاج: "أذكر أنني قمت بسحب شعري 5 مرات فقط ، ولكن عندما أقوم بسحبه لا أتعرف على نفسي ولا يميزني أحد".

وبابتسامة، أضافت واصفة شعرها: "هو يعبر عن شخصيتي، ومليء بالطاقة والحيوية".

أما الشاب ناجي كراجة (28) عاماً وهو من سكان قرية صفا الواقعة غرب مدينة رام الله، فقد ظهر وشعره المجعد قبل عامين، وبهذا فقد عرف هويته بعد سنوات طويلة حسب ما ذكر، وقال: "شو أسحب ما أسحب... بحب شعري هيك مجعد وطويل".

أضاف: "لكي يصبح هكذا، طوال عام كامل لم أقم بتمشيطه، وعندما أصبح شعري مجعداً أصبحت أمشطه و بـ 5 دقائق".

أما حجاج فقد أوضحت بأنها لم تلجأ للشعر المجعد من باب طرق أبواب الموضة والصرعات، وإنما وجدت نفسها بعمر صغير تتسلق عتبة الشعر "المجعد"، حيث كان لشعرها رغبة بالالتفاف حتى وصل إلى هيئته كما اليوم.

المجتمع ماذا يقول ؟

قالت فنتينا شولي لـ"الحدث": "يمكن أن أصنف الانتقادات التي توجه لي ومن المارة أنفسهم إلى صنفين: صنف يردد (شو هالشعر الحلو) وهؤلاء يقاربونني بالعمر، وصنف آخر وهم من كبار السن يقولون: (هذا شعر بده مشط الأرض)، (شعرك زي النتشة لازم تتحجبي)".

أضافت مستذكرة أحد المواقف: "رجل عجوز يبلغ من العمر 60 عاماً قال لي: الله ما بخلق الشعر مجعد لازم يتمشط، وتعتني فيه بواسطة الزيتون والكريمات".

واستكملت حديثها مبتسمة: "حتى أن البعض يمسكون بشعري دون أي استئذان، فشعري كثيف وأحياناً لا ألاحظ من يفعل ذلك، حتى الأطفال يفضلون شعري ويلعبون به".

أضافت: "قد يلزم عمل حملة ضد تلك الأفكار المجتمعية، فنحن هكذا وهذا ما يميزنا".

يذكر أن فرنسا كانت السباقة بين الدول في إطلاق مبادرة تدعى "المجعد جميل"، حيث عمد عدد من الشبان الفرنسيين ومن أصول عربية بطرح تلك المبادرة والتي تدعو إلى تقبل الذات والشعر الطبيعي.

في ذات السياق، قال الشاب ناجي: "في قريتي ينتقدون شعري لأنه طويل وليس لأنه مجعد.. لم أسمع انتقادات لاذعة".

وهذا ما أكدته حجاج، لاسميا وأنها لم تعد تستمع لانتقادات مزعجة بما يخص شعرها "المجعد" بعد أن كانت تلاحقها في المرحلة الجامعية، غير أن شقها التوأم أيضاً كانت تمتلك شعراً "مجعداً" وقد تميزتا بالأمر، إلا أنهما كانت تستمعان لتعليقات جانبية مفادها: "هالبنتين بتحممو؟"، بجانب وسمها بلقب " كنفوش".

وأوضحت حجاج بأنها تقوم بتصفيف شعرها بشكل يضمن التخفيف من كثافته عندما تقوم بزياة قريتها (بيت ريما) التابعة لمحافظة رام الله والبيرة، مراعية بذلك بحسب ما ذكرت، الصورة النمطية للشعر العربي الألوف أي "المسحوب".

قالت: "الصورة النمطية هي من عززت ذاك التفكير، لاسيما وأن المألوف هو الشعر الأملس واللامع، كما أن جميع الإعلانات الدعائية لبيع الكريمات وأنواع من الشامبو تساهم في تعزيز ذات الفكرة لدى المجتمعات العربية".

 

قصصت شعري...

"قبل 8 أشهر قصصت شعري المجعد، وذلك لطبيعة عملي كمصور صحفي، وشعرت بأنني شخص آخر، ولم أندم على ذلك". هذا ما قاله لـ"الحدث" الشاب أحمد شومان (26) عاماً.

أضاف: "كنت أستمع للكثير من الانتقادات، لاسيما وأن أصدقائي تعاهدوا على أن لا يحدثونني طالما لدي شعر مجعد، وبعض أهالي القرية ربطو هيئتي الخارجية بالعادات وما هو معروف لدى أهل القرى".

استكمل حديثه: "وجهت لي الأسئلة الغريبة: كل قديش بتحمم؟ وكيف عملت شعرك هيك؟".

هذه الصورة النمطية قد تطال العديد من المظاهر التي تعيشها معظم المجتمعات العربية، وقد تكون بعض الدول قد تجاوزت مصطلح "كنفوش" أو "أم كشة" ليصبح الأمر طبيعيا ويُرفع شعار "المجعد جميل" أو ما يطلقون عليه " الأحرِش".

فهل سيرفع هذا الشعار في فلسطين؟