الحدث العربي والدولي
بعدما صرح بأن التفسير الذي أعلنته السعودية بشأن كيفية وفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول موثوق به، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس السبت لينتقد بشدة تفسيرات السعودية، ويتهمها بالكذب.
وانتقد ترامب، بشدة تفسيرات السعودية لوفاة الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، وذلك في تصريحات صحفية أدلى بها في وقت متأخر من أمس السبت، قائلا إنه "من الواضح أنه كان هناك خداع وكانت هناك أكاذيب".
لكن في الوقت نفسه، دافع ترامب عن النظام الملكي السعودي، ووصفه بأنه "حليف لا يصدق"، وفقا لحوار مطول أجراه عبر الهاتف مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وكانت الحكومة السعودية أعلنت في الساعات الأولى من فجر السبت، أنها أقالت 5 من كبار المسؤولين، وألقت القبض على 18 سعوديا آخرين نتيجة التحقيق الأولي.
ووجد التحقيق الأولي الذي أجراه المدعي العام، أن خاشقجي، وهو من منتقدي الحكومة السعودية، توفي بعد خوضه معركة فاشلة مع مجموعة من "المشتبه بهم السعوديين".
ونفى ترامب في المقابلة مع الصحيفة الأمريكية، أن يكون أي مسؤول أمريكي سمع صوتا أو شاهد فيديو أو قرأ أية نسخ من التسجيلات الصوتية التي يزعم الأتراك الحصول عليها، من داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وأبدى ترامب اهتماما بالحصول على التسجيلات، لكنه قال إنها بعيدة المنال حتى الآن، وقال: "لقد سمعت كل شيء عن مقاطع الفيديو أو الأشرطة، لا أحد سيحصل عليها أسرع مني، ولم يتمكن أحد من أن يعرضها علي".
وفي المقابلة، دافع ترامب عن صهره، جاريد كوشنر، بالقول أنه يؤدي "وظيفة جيدة جدا"، لكنه أقر بأنه وولي العهد السعودي، وكلاهما في الثلاثينيات من العمر، صغيران نسبيا بالنسبة لمقدار السلطة التي يستخدمانها.
وقال: "إنهما شابان، وجاريد لا يعرف ابن سلمان جيدا، هم مجرد شابان في نفس العمر، إنهما يحبان بعضهما البعض، أعتقد هذا".
وكرر ترامب التأكيد على أن الولايات المتحدة ينبغي ألا تدع حادث مقتل جمال خاشقجي، يؤدي لمقاطعة مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية، موضحا "أن ذلك سيضر بنا أكثر بكثير مما يؤلمهم، وكل ما سيفعله السعوديون في المقابل هو الذهاب إلى روسيا أو الصين للاتفاق على شراء الأسلحة منهما".
وأنكر ترامب الشائعات التي تقول إن الحالة الصحية للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، سيئة ومتدهورة.
وأعلنت الرياض، في الساعة الأولى من صباح أمس السبت، مقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول إثر شجار مع مسؤولين سعوديين وتوقيف 18 شخصا كلهم سعوديون.
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
وقال: "لقد تحدثت مع الملك قبل يومين، لقد كان حادا جدا، إنه رجل حكيم".
واعتبر ترامب خلال مقابلته مع "واشنطن بوست" أن ولي العهد السعودي، يمثل "قوة استقرارية" في المملكة العربية السعودية، على الرغم من انتقاد حكومته لقتلها للمدنيين في اليمن.
وعن الأمير محمد بن سلمان، قال الرئيس دونالد ترامب: "إنه شخص قوي، ويمتلك سيطرة جيدة للغاية، وينظر إليه على أنه شخص قادر على إبقاء الأمور تحت السيطرة، وأعني ذلك بطريقة إيجابية".
المصدر: وكالات