الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

انتخابات بلدية الاحتلال في القدس ..بين أسباب المقاطعة وتبرير المشاركة (فيديو)

11 مركز انتخاب للمقدسيين ولا نية في التصويت

2018-10-22 06:32:28 AM
انتخابات بلدية الاحتلال في القدس ..بين أسباب المقاطعة وتبرير المشاركة (فيديو)
قوات الاحتلال عند أحد أبواب المسجد الأقصى (أرشيف: الحدث)

 

الحدث- محمد غفري

يقاطع المقدسيون انتخابات بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس منذ احتلالها عام 1967، وبالكاد وصلت نسبة مشاركتهم في اخر انتخابات للبلدية عام 2013 إلى 1% من المقدسيين الذين يحق لهم التصويت.

هذا ومن المقرر أن تجرى آخر هذا الشهر يوم الثلاثاء 30 أكتوبر، انتخابات بلديّة الاحتلال في القدس، وتتسلّل في هذا الموسم أصوات ضئيلة تجادل في ضرورة مشاركة المقدسيين في هذه الانتخابات، بعدما طرق باب الترشح للانتخابات هذا العام مقدسيان هما رمضان دبش من صور باهر، وعزيز أبو سارة من وادي الجوز، قبل أن يعلن الأخير انسحابه من السّباق.

يبرر من بصدد المشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال أنه يشارك من باب تحصيل حقوق المقدسيين وتحسين مستوى خدمات البلدية، نظرًا إلى مستواها المتردّي في الشّطر الشّرقي من المدينة، وكي يكون للمقدسيين تأثير في المدينة.

إلا أن دراسة حديثة صدرت عن مؤسسة القدس الدولية في بيروت، أكدت أن المقدسيين ينظرون عمومًا إلى المشاركة في الانتخابات على أنّها تطبيع وخيانة، فيما يحرّم علماء الدين المشاركة فيها، كونها تخالف مصلحة المقدسيّين.

أما على المستوى السياسي بحسب ما أوضحت الدراسة التي أعدها براءة درزي واطلع عليها مراسل "الحدث"، فإن السلطة الفلسطينية تدعو المقدسيين إلى مقاطعة انتخابات البلدية، وعلى هذا الرفض يستقر موقف الفصائل الفلسطينية أيضاً على اختلاف مشاربها.

وبحسب الدراسة أيضاً، ترى الأصوات المطالبة بعدم المشاركة في الانتخابات أن المشاركة لا تعدو كونها تجميل للاحتلال ومصادقة مقدسية على ما تقوم به البلدية من عمليات تهويد في القدس، ودلالة على تقبل الانخراط في مؤسسة تهويدية من دون أن تتيح هذه المشاركة مجالاً لإحداث أي تغيير في سياسة الاحتلال.

وفي حوار خاص مع "الحدث"، يقول المحامي المختص في شؤون القدس خالد زبارقة، إن مقاطعة المقدسيين  لانتخابات بلدية الاحتلال في القدس هو مقاطعة من ناحية المبدأ، ولا علاقة لتحسين خدمات البلدية بذلك.

وأوضح زبارقة، أن البلدية رمز سيادي من رموز أي دولة، وطالما أن الفلسطيني لا يعترف بدولة الاحتلال وشرعيتها على القدس، يقوم بناء على ذلك بمقاطعة انتخابات بلدية القدس. والأمر الثاني أن هناك إجماع فلسطيني على مقاطعة انتخابات الاحتلال في القدس.

وهو ما أكد عليه الخبير في شؤون القدس فخري أبو ذياب، بأن مقاطعة المقدسيين لانتخابات البلدية، تعود لعدم اعترافهم بشرعية الاحتلال في القدس، وبالتالي لا يمكنهم المشاركة في انتخابات بلدية تمثل دولة احتلال، وهو ما يتفق فيه مع المحامي زبارقة.

وأضاف أبو ذياب على ما تقدم به الأول، بأن بلدية الاحتلال في القدس تمارس دورها كسلطة احتلال على المقدسيين، فهي تقوم بتضييق الخناق عليهم، وتمنعهم من استصدار تراخيص البناء، وتهدم منازلهم، وتهود ممتلكاتهم، وتنفذ المخططات الاستيطانية، وغيرها من ممارسات الاحتلال الأخرى، ولا يمكن للمقدسيين أن يكونوا جزءاً من هذه الممارسات!

أما فيما يتعلق بالرد على القلة المطالبة بالمشاركة في الانتخابات بحجة تحسين خدمات البلدية في الشق الشرقي من القدس، أكد كل من زبارقة وأبو ذياب، أن المقدسي يدفع كافة الالتزامات المطلوبة منه تجاه البلدية من ضرائب ومستحقات، وبالتالي هو يدفع ثمن الخدمات، التي من المفترض أن تقدمها البلدية له.

"الحدث" استطلعت مجموعة من آراء المواطنين المقدسيين، حول مشاركتهم من عدمها في انتخابات بلدية الاحتلال بالقدس.

ترى المقدسية المؤيدة للمشاركة في الانتخابات شرين الدبش، أن المشاركة لازمة من أجل التغيير وتحقيق المطالب التي لا تأتي بسهولة دون ممثل عن المقدسيين.

أما عن المقاطعة يقول شادي بشارة "لأننا لا نعترف بشرعية الاحتلال ولا بوجوده"، وبالمختصر أيضاً رد منذر شويكي "لأنها بلدية إحتلال!"، وسمر بلباسي تساءلت: إذا صوتنا لا يقدم ولا يؤخر لماذا ننتخب؟

بدوره قال زكي ناجي، إن المقاطعة تتم لأننا لا نعترف بهم وأي شيء نأخذه منهم هو بمثابة مكسب، ومن احتلنا عليه أن يصرف علينا.

فيما علقت روزاليندا إبراهيم على الأمر، بأن المقدسيين يدفعون ضريبة "أرنونا"، ولا توجد مقابلها خدمات، بل يتم استغلال أموال المقدسيين من هذه الأموال لصالح تلميع شوارع وتنظيف أحياء يهودية.

وفي موقف المحتار، يقف المواطن المقدسي محمد عماش في المنتصف فهو يرى أحياناً بالانتخابات فرصة لإسماع الصوت المقدسي والمطالبة بحقوقه، وأحياناً أخرى كثيرة يتملكه اليأس فلا أمل من احتلال، وجميع الانتخابات شكليات "لا بتقدم ولا بتاخر!".

أما آلاء الدايه فردت على سؤال "الحدث": "لأننا لا نعترف، وندرك أنهم لن ينفعونا بشيء سوى الاعتراف بشرعية الاحتلال علينا، ولأن هدف الاحتلال من الأساس هو إنشاء وطن قومي لليهود على أرضنا".

تحضيراً لانتخابات هذا العام خصص الاحتلال 6 مراكز انتخاب للمقدسيين، ثم زادت مراكز الانتخاب للمقدسيين إلى 11، أما عدد المقدسيين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات 180 ألف مواطن مقدسي.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعطت الفلسطينيين في شرق القدس مكانة المقيم الدائم، دون الحصول على الجنسية الإسرائيلية، وبموجب الإقامة يمكنهم المشاركة في الانتخابات المحلية على مستوى التصويت، والترشح لعضوية المجلس البلدي دوناً عن رئاسة البلدية. كما لا يمكنهم المشاركة في الانتخابات العامة (الكنيست).