الحدث- ريم أبو لبن
"لإعادة ترميم البنى التحتية وسط مدينة جنين، وجب إغلاق المدينة قرابة 50 يوماً لتحقيق ذلك، لاسيما وأن المناطق القديمة تضم شبكات صرف صحي لم ترمم منذ الثمانينات". هذا ما أكده لـ"الحدث" المهندس المدني محمد علاونة.
فيما أوضح علاونة بأن المناطق القديمة والتاريخية التي تقع وسط مدينة جنين هي الأكثر تضرراً، لاسيما وأن أقدم الشوارع (شارع أبو بكر والبريد) يصعب إجراء تصليحات فيها بفعل حركة المواطنين، غير أن شبكات الصرف الصحي في تلك الشوارع لم يتم ترميمها منذ سنوات طويلة.
أضاف: "تواجه جنين وتحديداً في منطقة الوسط والبلدة القديمة مشكلة فعلية في مسألة تصريف المياه (المجاري)، وفي فصل الشتاء وها نحن على الأبواب تتجمع المياه في منطقة صرف واحدة وتدعى (الواد)، وبالمقابل فإن شبكات الصرف الصحي (غير المرممة) ومع هطول المطر الشديد تفيض بكل ما لديها للخارج، فلا يوجد مصرف آخر لتصريفها".
واستكمل حديثه: "أما الشوارع الخارجية أي المحيطة بمدينة جنين، فيتم وضع الخطط لها وبناء بنى تحتية لا تتأثر أو تضرر بفعل العوامل المناخية، ولكن ما يحدث أحيانا هو سوء التقدير من قبل المهندسين المشرفين الأمر الذي ينتج عنه ضررا في الشوارع، إضافة إلى هلاك التربة وإحداث الحفر.
أما عن مخيم جنين، قال علاونة: "قد يصعب عمل تصليحات للبنى التحتية داخل مخيم جنين بسبب الشوارع الضيقة، غير أن البلدة القديمة أيضا يصعب العمل بها أحياناً بحجة وجود الآثار".
" تجول في جنين ستجد كارثة"
"تجول بين شوارع المدينة وستقدر حجم الكارثة التي نمر بها". بهذه الجملة بدأ المواطن رائد زحالقة وهو من سكان جنين حديثه عن حجم المعاناة التي تلحق بالشوارع نتيجة وجود عطب قد أصاب شبكات الصرف الصحي فيها وخطوط المياه.
قال زحالقة لـ"الحدث": "يوم الثلاثاء عندما تساقطت الأمطار لم نجد أي بلاعة إلا وأخرجت ما في جوفها، فهي لا تمتص المياه، غير الرائحة التي لا تحتمل".
وأضاف: "رائحة المياه العادمة تلتصق يومياً بملابسي... أوجدوا الحل !".
وفي معرض السخرية من الواقع، نشر زحالقة على صفحته صورة توضح وتدلل كما ذكر " بشكل مبسط" ما يحدث في جنين.
نغني للمياه: زورينا كل سنة مرة
"شبكة المياه والصرف الصحي في جنين مهترئة، غير أن المياه التي تصل المنازل ملوثة جداً، كما أن نوعية المياه غير جيدة، بجانب سوء إدارة توزيعها ما بين الأحياء". هذا ما أكده لـ"الحدث" المواطن زحالقة.
أضاف واصفاً سوء توزيع المياه في جنين: "نغني دائما للمياه: زوروني كل سنة مرة ".
في ذات السياق، قال زحالقة عن سوء توزيع المياه بين المواطنين في جنين: "أنا كمواطن أقوم بدفع جميع الالتزامات المالية التي تطلبها بلدية جنين، ومنها رسوم ترخيص البناء والمياه والخدمات والضرائب، فلماذا لا أحصل على خدمات؟ غير أنني قمت بدفع قرابة 3000 شيقل مقابل الحصول على مواسير مياه لإمداد منزلي بالمياه، وعليه تم سحب المياه لمنزل آخر يرقد قرب منزلي، أيعقل هذا؟"
واستكمل حديثه متسائلاً : "لماذا أنا كمواطن أزود من يقاربني بالخدمات؟ لماذا لا يوجد أي عدل بتوزيع المياه؟"
أضاف: "عدم وجود عدالة في توزيع المياه يخلق المزيد من المشاكل، ويضر بالسلم الأهلي للمدينة.. لماذا يتم تفضيل منطقة على غيرها في مسألة توزيع المياه، لماذا لا تصلني المياه كما غيري؟".
وأوضح فكرته قائلاً: " الأمر لا يتعلق بانقطاع خدمة لمدة مؤقتة، وإنما ما يحدث هو نخر بنيات المدينة من الأسفل، لا يوجد لدينا أي آلية لترميم البنى التحتية، خاصة أن تلك الحفر التي يتم ردمها يعاد فتحها من جديد بعد أن تم ترقيعها".
وعن تجمع المياه داخل الحفر، قال: "لم يتم معالجتها بشيء جيد، غير أن الإصلاحات تتم قبل هطول الشتاء بمدة قصيرة، وبالتالي ما تم طمره يعاود الفتح مجدداً مع الوقت، وبهذا نشاهد تجمعات لمياه الأمطار في تلك الحفر.. وكأن فيضانا قد أصاب جنين".
رئيس البلدية: "المجاري من العهد العثماني"
قال أبو الغالي لـ"الحدث": "لدينا مياه صرف صحي من العهد العثماني، كما أن بعض المناطق تتوزع فيها المواسير الفخارية"
"ما الغريب بما يحدث؟ لا يوجد تصريف جيد لمياه الأمطار في أي بلد آخر، لأن من سبقنا لم يوجدوا ذلك ولم يصرفوا المطر.. نهائياً". هذا ما أكده لـ"الحدث" رئيس بلدية جنين محمد أبو الغالي، وخلال رده على بعض المنشورات والفيديوهات المسجلة التي نشرها نشطاء ومواطنين من جنين وعبر صفحاتهم الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" فيما علق البعض: "جنين غرقت.. والشتا ما بلش".
أضاف معلقاً بسؤالي عن وجود فائض للمياه في الشوارع منذ يومين أي مع بدء هطول المطر: "الصرف الصحي ليس له علاقة بالمطر..".
واستكمل حديثه: "يوجد في جنين قناة واحدة فقط لتصريف مياه الأمطار، ويوجد شارع واحد فقط لتصريف تلك المياه ويدعى شارع نابلس باتجاه وسط البلد (شارع الحسبة)، أما باقي الشوارع لم تجهز ابداً لتصريف مياه الأمطار".
أضاف: "المواطنون يقومون بربط مياه الأمطار التي تتساقط على أسطح منازلهم بمياه الصرف الصحي (المجاري)".
وعن الحلول المطروحة الآن، أكد أبو الغالي بأن البلدية في صدد عمل توسيعات لقنوات التصريف الصحي للمياه بدءاً من "المحطة" وباتجاه وسط البلد، غير أنه من المتوقع بحسب ما ذكر وفي بداية الشهر القادم وضع خطوط أخرى لتصريف المياه ومن وسط البلد باتجاه المحطة، وذلك لاستيعاب دفع المياه الموجود، أي مياه الأمطار التي يقوم بربطها المواطنون مع مياه الصرف الصحي بحسب ما ذكر.
الأرصاد : أمطار جنين ضمن المعدل الطبيعي
بحسب الأرصاد الجوية الفلسطينية، فقد أكد مدير عام الأرصاد يوسف أبو أسعد لـ"الحدث" بأن محافظة جنين قد استقبلت الأمطار البارحة ضمن المعدل الطبيعي والمألوف، لاسيما وأن كمية الأمطار التي سقطت على جنين تحديداً تقدر بـ (6) ملمتر أي ما يعرف بـ ( 6 لتر لكل متر مربع).
قال أبو أسعد: "جنين تستقبل في شهر أكتوبر أمطاراً يتراوح معدل سقوطها ما بين (30-40) ملمتر".
فيما أوضح أبو أسعد خلال حديثه عن معدل سقوط الأمطار في المحافظات الأخرى، بأن محافظة الخليل قد تعرضت يوم الجمعة الماضية لسقوط أمطار مما أدى هذا الى احداث سيول فيها وتحديداً في منطقة رأس الجورة، بينما تواصل سقوط المطر في حلحول لتصل الكمية وخلال فترة زمنية قصيرة إلى 3 ملمتر.
قال أبو أسعد : " سقوط الأمطار متوقع لنهاية الأسبوع".