الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ليالي الأٌنس في فيينا: احتفال الحواس في عاصمة الأضواء

2014-12-17 12:17:13 PM
ليالي الأٌنس في فيينا: احتفال الحواس في عاصمة الأضواء
صورة ارشيفية

خاص الحدث

"الكريسماس" في فيينا هو احتفال بمزيج من الأصوات والألوان والروائح، فالعاصمة النمساوية تمزج هذه الأيام بين أكثر من حاسة.
 
أمام كاتدرائية سانت ستيفانز الشهيرة وسط أحد أشهر شوارع التسوق في العالم، تظهر المدينة عشيه أعياد الميلاد كل جمالها دفعة واحدة.
 
تسيطر الأضواء المعلقة على المشهد، وليس هناك بناية واحدة لم تبدأ احتفالاتها بالعيد القريب. أضواء بألوان وأشكال وأحجام مختلفة. فمن ضوء على شكل حيوان الماعز إلى ضوء على شكل حبة توت أرضى، إلى أشكال لا يمكن وصفها قبل رؤيتها. حري بالمدينة أن تحمل اسم عاصمة الأضواء.
 
ينشغل الفنيون كل عام بالأضواء قبل شهر من حلول عيد الميلاد. وتظهر تلك الأضواء كواحدة من علامات التجارة الدائمة اللمعان في وجه المتسوقين الذين يأتون من كل أنحاء العالم.
 
من الأعلى عندما تهبط الطائرة في مطار المدينة، يظهر هذا الكم من الأضواء، كعلامة فارقة من سماء المدينة، التي تشعل أضواءها بكل إصرار.
 
تنتشر الأضواء في كل مكان. في الأحياء الجانبية وأيضا في وسط المدينة التي تكتظ بالمستوقين. لكن شارع التسوق ولزيلي يظهر واحدا من أكثر الأماكن نورا على وجه الأرض.
 
واقفا تحت واحدة من أكبر أشجار عيد الميلاد التي تبدو أغصانها كتلة مشعة من الأنوار، يقول طالب ألباني وجد في أيام الأعياد فرصة للعمل في بيع الشموع "المدينة جميلة.. إنها من أجمل مدن العالم، لكن أضواءها مبهرة".
 
يردد المعنى ذاته مواطنة الذي يساعده في توزيع اعلانات تجارية ورقية تظهر اسعار الشموع.
 
ويقول الشابان ان الاسابيع التي تسبق اعياد الميلاد في هذه المدينة، تشهد حركة اقتصادية نشطة. يردد المعنى ذاته باعة اخرون ينخرطون ببيع القبعات الصوفية امام الكاتدرائية.
 
داخل الكاتدرائية التي تتميز بتصميها القوطي وهندسة القرون الوسطى ويعود تاريخها الى القرن القاني عشر يمكن استطلاع كتلة من الشموع المشتعلة.
 
انها الاضواء في كل مكان. ان المدينة تريد جذب زوارها بكل ما اتييت من شموع واضواء.
 
يبلغ ارتفاع سقف الكاتدرائية نحو ١١١ م، وتلقي الاضواء الخافتة والشموع ظلالا رهيبة على السقف المزخرف التي غالبا ما تظهر نهايته مثل نهاية الضوء في اخر النفق.
 
تعيش المدينة على الأضواء. أضواء السيارات الفارهة، أضواء المسارح، والأضواء التي تحيط بنجوم العالم من الفنانين والرساميين والمغنيين.
 
لكنها أيضا تعيش داخل الأضواء في أيام الميلاد. فكل مصباح يلقي ضوء على مصلحة تجارية، أو واحد من فروع محلات الألبسة والساعات والأحذية العالمية.
 
زارا للألبسة واحد من الفروع المحاطة بالأضواء. فكتل الأضواء التي تنبعث من مصابيح كروية علقت في مقطع الشارع الذي يفصل مبنى العلامة التجارية المشهورة جعلت من واجهات المبنى كأنها بنيت من ضوء.
 
وهذا لا يغني عن الدخول إلى عمق الأضواء المسلطة على منتجات زارا في المبنى متعدد الطوابق، حيث هناك سلطت الأضواء على نماذج الألبسة ذات الأسعار الباهظة.
 
تشير أرقام إلى أنه تم وضع نحو 3 مليون ضوء في العاصمة النمساوية التي يتجاوز عدد سكانها المليون والنصف. إن عدد أضواء فيينا ضعف عدد سكانها تقريبا.
 
لم يعلق الفنيون الأضواء فقط، فقد جعلوها في الأرض. في كثير من المواقع يمكن أن تشع الأرض بالأضواء، التي وضعت ضمن اماكن جهزت لها مسبقا.
 
فشبكات المترو ومواقف المركبات تستخدم الأضواء الأرضية كواحدة من علامات الزينة من جهة، وعلامات إرشاد ضوئية من جهة أخرى.
 
الذاهبون الى محطات الانتظار في شبكات المترو تحت الارضية يستخدمون تلك الاضواء عوضا عن السؤال عن وجهة الطريق. فخيط رفيع من الضوء الاحمر المنبعث من ارضية طولها مئات الامتار في شبكة من الانفاق يقود الراحلين والسياح الى وجهتهم الحقيقية دون الحاجة إلى السؤال أو مراجعة لوحات الانتظار.
 
إن شبكة الأضواء معقدة وواضحة في المدينة. فالأضواء التي تجذب نظر السياح تعمي البصيرة ايضا. فلا مدينة اكثر ارهاقا للروح من فيينا عشية عيد الميلاد.
 
الأضواء التي تظهر في نهاية شارع التسوق الأشهر على بعد مئات الأمتار من ساحة الكاتدرائية، هي في الحقيقة ليست إلا عرض جميل لسراب الضوء الذي يظهر على واجهة إحدى البنايات وهو في الأصل عرض عبر جهاز البروجيكتور.
 
تسرق الأضواء الألباب في شوارع فيينا. وانتظارا لقدوم عيد الميلاد في المدينة، ثمة من يسرق من تلك الأضواء هالتها.
 
إنها الموسيقى التي تصدح في كل ركن، ويعزفها متطوعون على طول شوارع التسوق. حري فيينا تسميتها عاصمة الأضواء والألحان.