الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ربع قرن على اتفاق أوسلو.. فشل تنفيذي واستغلال إسرائيلي لصالح الاستيطان

أوسلو الحي الميت

2018-10-23 05:05:02 PM
ربع قرن على اتفاق أوسلو.. فشل تنفيذي واستغلال إسرائيلي لصالح الاستيطان
أرشيف

 

الحدث- محمد غفري

بعد 25 عاماً على توقيع السلطة الفلسطينية اتفاق أوسلو مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، أجمع خبراء في الشأن الإسرائيلي على أن الاتفاق قد فشل وفق المنظور الإسرائيلي، إلا أن آثاره ما زالت حاضرة يتبناها اليمين الإسرائيلي حتى اليوم.

جاء ذلك، خلال ندوة عقدها مركز مدار للدراسات الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، في مدينة رام الله، عنوانها "ربع قرن على أوسلو: مقاربات إسرائيلية لمستقبل التسوية"، ترأستها مديرة المركز د. هنيدة غانم، والباحث في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، ومدير مركز الكرمل د. مهند مصطفى.

تمحورت الندوة حول اتفاق أوسلو وتحوله لمشروع يميني إسرائيلي بالدرجة الأولى، حيث استهل الباحث مهند مصطفى حديثه حول أوسلو بتبني اليمين الإسرائيلي لنتائج اتفاق أوسلو وليس للاتفاق نفسه، وهو تعديل في قراءة الاتفاق في محاولة لعزل اسحاق رابين قائد الاتفاق وجعله بموضع الضحية التي جُرّت للاتفاق دون دراية لماهية الاتفاق وما سيؤول إليه من بنود.

عنون مصطفى ورقة مناقشته بـ"سردية اليمين وتحول مشروعهم السياسي على ضوء اتفاق اوسلو". وأعطى مثالاً جديداً على ذلك من خلال ما عكسته صحيفة "مقول ريشون" وهي الصحيفة الايديولوجية لليمين. والتي بدورها خصصت في آب الماضي ملحقاً كاملاً حول اتفاق اوسلو أسمته "الدم والشامبانيا".

ومن خلال قراءة النص، يرى مصطفى أن نظرة اليمين لأوسلو ما زالت كما هي، بأنه مشروع كارثي على مشروع الاستيطان الصهيوني.

ويؤكد مصطفى على أن "الجوهر بقي كما هو ولكن من خلال قراءة معمقة أكثر نستنتج أن اليمين أجرى تعديلات فيما يتعلق بأوسلو، والنقطة الأهم في تعديل سرديتهم أن اليمين يعتبر أوسلو توقف ليس بسبب اغتيال رابين، بل لكونه غير قابل للتطبيق، وحتى لو لم يتم اغتيال رابين، فإن رابين نفسه كان سيصل لنتيجة مفادها أن اوسلو غير قابل للتطبيق".

ويفسر مصطفى هذا التوجه اليميني بشروط رابين التي وضعها كعقبة أمام الفلسطينيين للحيلولة دون تطبيق الاتفاق ولإفشاله، وهي ذات الشروط التي يتبناها اليمين اليوم.

ولخص مصطفى نظرة اليمين الآن للاتفاق نظرة فشل وتوقف حتى لو لم يتم اغتيال رابين.

ويشير الباحث مصطفى أيضاً إلى حصول تغيير في المصطلحات المستخدمة لوصف الاتفاق من مجرمي أوسلو إلى  "بيشع" أي جريمة أوسلو، وتلك محاولة لنقل تهمة الإجرام من الشخصيات التي كانت في الاتفاق إلى كون الاتفاق نفسه فعل إجرامي. وفي ذلك محاولة لتحرير اليمين من مسؤوليته عن اغتيال رابين. بينما اليسار يرجع سبب فشل اتفاق أوسلو إلى اغتيال رابين.

وانتقل مصطفى للحديث عن الرؤية الخلاصية لليمين الديني والتي جرى عليها تحولات ديناميكية انتقلت من مرحلة قتل اتقاق أوسلو للتعامل المطلق مع الرؤية الخلاصية وهي ضم كل فلسطين الانتدابية إلى السيادة الاسرائيلية في ظل مضمون الخلاص الديني.

تحدث مصطفى عن قضية المركز وانقسامه إلى مركزين أحدهما الشعب اليهودي الإسرائيلي وضرورة عدم تجزئته واعتبار الشعب هدفاً للخلاص. والنقطة الثانية التي دخلت على مركز الخلاص هو المسجد الاقصى باعتبار الخلاص يتمثل بالسيادة اليهودية الإسرائيلية الكاملة على المسجد الاقصى التي يعبر عنها اليمين بـ"جبل الهيكل" وأكد مصطفى على ذلك بأن التركيز خلال آخر ١٠ سنوات كان ليس فقط على الاستيطان بل على الستيلاء على الأقصى.

وبهذا فإن اليمين يرى بالتحولات الخلاصية نتيجة لاتفاق أوسلو وكرد فعل معاكس كون أوسلو حسب اعتقادهم اقتطعت من السيادة، ويرى اليمين أن أوسلو ضربت واقعية المشروع الخلاصي ومن هنا تم نقل الهيكل إلى المشروع الخلاصي، وعلى مستوى المشروع السياسي وفي حالة اليمين كانت الرؤية الخلاصية دائما منسجمة مع المشروع السياسي وليس العكس حسب ما أوضح مصطفى.

وفي ختام حديثه أوضح مصطفى أنه ومنذ 17 عاماً يعيد اليمين إنتاج مشروعه السياسي من خلال الاعتراف الواقعي بنتائج أوسلو عبر بسط السيطرة والاستيطان في الضفة، فاليمين المركزي الذي كان يؤمن بإعطاء حقوق مدنية للفلسطينيين تحول بعد أوسلو لتيار هامشي، وبذلك كل مشروع اليمين السياسي الجديد وهو نتاج لأوسلو أي أن أوسلو لم يمت وفاعل وحي وما زال يؤثر على اليمين.

بينما محور الباحث أنطون شلحت حديثه حول الأوساط القريبة من اليسار والتي توصت بدورها إلى نفس استناتاجات اليمين.

ويرى أن إسرائيل حولت روح أوسلو من سلمية وتصالحية إلى وسيلة أكثر إحكاماً لترسيخ الاحتلال وهذه الوسيلة ترمي في العمق لتعزيز السيطرة الكولونيالية الإسرائيلية سعياً لشرعنة الاستعمار، وأن حل قضية فلسطين محصور فقط في إزالة آثار الاحتلال بعد 1967، ودلل على ذلك بأمثلة واقتباسات من زعماء وكتاب رؤوا بأن اليسار بزعامة رابين لم يكن هدفهم في أوسلو حل قضية فلسطين وتخلص الأمثلة لتبين أن رابين ليس فيلسوف سلام ولا يتبنى مقاربات الأخّوة.

وبذلك يكون أوسلو قد أثر وغير في الخارطة السياسية في إسرائيل وحل خلافاتهم الداخلية بينما أخفق في تحقيق غايته، والتي هي إحراز سلام فلسطيني إسرائيلي دائم.