الحدث ــ محمد بدر
عبد بربر (21عاما)، طالب في جامعة بيرزيت في سنته الثالثة، ومن كوادر العمل الطلابي في جامعته، استدعي قبل عدة أيام لمركز تحقيق المسكوبية، وكان والده قد وقع في وقت سابق، على تعهد بأن يحضر ابنه في أي وقت تطلبه فيه المخابرات الإسرائيلية. في البداية ظن الشاب "بربر" أنه استدعاء كباقي الاستدعاءات التي تعوّد عليها منذ أن كان طفلا، وكان قد اعتقل بعمر الـ"12" في المرة الأولى وقضى في سجون الاحتلال عدة سنوات متنقلا بين مراكز التحقيق والاحتجاز والسجون، ثم أعيد اعتقاله بعدها أكثر من 10 مرات.
ويقول "بربر" للحدث، إنه تم استجوابه وإخلاء سبيله، ولكنه تفاجأ خلال مغادرته بشاب ذو ملامح أوروبية يطلب منه أن يرافقه لمكتب للمخابرات الإسرائيلية، معرفا على نفسه بأنه ضابط مخابرات إسرائيلي. ويضيف "بربر": "قام بعرض صورة أمامي تظهرني مع صديقتي في جامعة بيرزيت وهددني من خلالها، وقال لي يتضح من الصورة أنك كنت تقبّلها، مؤكدا لي بأن الصورة مأخوذة من فيديو كامل وأنه سينشر الفيديو ككل".
ويؤكد "بربر" أن ضابط المخابرات عرض عليه خيار التعاون مع الاحتلال أو فضح أمر الفيديو. وطالبه بالإدلاء بمعلومات لم يوضح ماهيتها، "لكنه كان يلمح لنشاطه في جامعة بيرزيت"، مهددا إياه بأن "ملفه الأمني في الجامعة أصبح كبيرا".
"بربر" ردّ على ضابط المخابرات بأنه سيفضح أمر الصورة بنفسه، وأن "صورة كهذه لا يمكن أن تجعل منه عميلا للاحتلال". وخلال حديثه معنا، أشار إلى أنه أكد لضابط المخابرات أن هذه الأساليب مخالفة لكل القوانين الإنسانية وأن لا شيء يجبره على التعامل مع الاحتلال. وعن الأمر يقول "بربر" للحدث: "لقد اخترت أقل الضررين، فقد تتسبب لك صورة بمشكلة، لكن العمالة مشكلة لا نهائية، واخترت أن أتحدث عن الموضوع لقناعتي بأهمية التوعية في هذا الجانب".
الأسيرة المحررة منى بربر، والدة الشاب والأسير المحرر "عبد بربر"، قالت إن "المخابرات الإسرائيلية حاولت أكثر من مرة أن تستدرج ابنها من خلال الفيسبوك، وأن المخابرات في شتى بقاع الأرض تحاول استغلال الأنثى في عمليات الاسقاط من خلال نفسيات ضعيفة"، وطالبت "بربر" الشباب الفلسطيني بأن يتعامل مع هذه المواضيع بحكمة وأن لا يخجل من المصارحة، بدل الانسياق لتهديدات المخابرات.