من الذي صنع أزمة جمال خاشقجي او اختلقها او صاغها او أخرجها ولماذا كانت الأحداث في تركيا بالذات دون غيرها وهي البلد المعروف بعلاقته السيئة مع السعودية والولايات المتحدة والمتحالفة علنا مع قطر ضد اللوبي الرباعي الضاغط على قطر بقيادة السعودية وإدارة ظهر مفضوحة من الولايات المتحدة
حادث اغتيال الصحفي جمال خاشقجي البشع يعيد الى الأذهان العاب الأطفال ويستبعد نهائيا ان تكون خلف العملية المفضوحة والغبية هذه دولة وأجهزة امن كتلك التي تملكها السعودية والتي تلعب اخطر الأدوار في سوريا وليبيا واليمن وليست حادثة خاشقجي بالحادثة الأولى في التاريخ فالجميع يتهم فرقة النمر الخاصة بتنفيذ اغتيال الأمير منصور بن مقرن بحادث سقوط طائرته ولم يستطع احد ان يثبت تلك الشكوك او الأقاويل او التحليلات, الفرقة نفسها نفذت اغتيال رئيس المحكمة العامة بمكة القاضي والشيخ سليمان بن عبد الرحمن الثنيان داخل مستشفى بالرياض وبدا الأمر وكأنه وفاة طبيعية دون ان يتهم احد وحتى اليوم لا احد يعرف أين اختفى الكاتب ناصر السعيد من بيروت ولم ينسى احد بعد خروج الأمير تركي بن عبدالله من الصورة نهائيا ول ذلك يدل ان للسعودية تاريخ طويل في التعامل مع معارضيها والقائمة تطول.
هل الغباء الظاهر في الاغتيال البشع للخاشقجي سعودي أم ان هناك من له مصلحة من هذا الشكل والمكان والأسلوب وتخريجة اغتيال الخاشقجي ومن هم أصحاب المصلحة ولماذا لا يمكن ان تكون أجهزة امن السعودية صاحبة هذا الإخراج الغبي للقتل:
من هم أصحاب المصلحة أذن بذلك
الولايات المتحدة تريد تأديب ولي العهد الشاب الذي تململ من تصريحات ترامب المسيئة لبلاده علنا ورد وان بشكل دبلوماسي لكنه تجاوز حدوده لمجرد الرد ورفض التصريحات وكذا السعودية أعلنت أكثر من مرة عن نيتها تنويع مصادر السلاح بل وذهبت الى حد الاتصال بروسيا والصين وغيرهما, السعودية لم تستطيع إعلان تأييدها العلني المطلق لنوايا ترامب في الشرق الأوسط وخصوصا في موضوع القضية الفلسطينية والقدس وبالتالي فان هناك مصلحة حقيقية لدى الولايات المتحدة لتوريط ولي عهد السعودية بقضية بهذا الحجم والنوع
الولايات المتحدة أيضا لديها حساب مع تركيا بمواصلة احتجاز القس الامريكي المتهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة ضد اردوغان وهي وتركيا نفسها بات احتجاز القس عبئا عليهما ولا بد من طريقة تعيد لأمريكا قسها ولا تفضح نظام حليف لأمريكا وإسرائيل تاريخيا وقد كان في حادثة الاغتيال الغبية تلك فرصة لاردوغان للتخلص من القس والتخلص من عقوبات أمريكا ضد بلاده دون ان يلتفت احد في العالم للأمر وقد جرى الإفراج عن القس فور الإعلان عن جريمة الاغتيال الغبي وبصمت حتى ان الإعلام في العالم لم يلتفت كثيرا للأمر ولم يتناوله لا بالتحليل ولا حتى بالإشهار وكأن الأمر لا يعني احد وجاءت عملية الاغتيال تغطية مناسبة تماما لتحقيق رغبة أمريكا وتخليص تركيا من ورطتها عبر ممر آمن لقرار الإفراج عن القس.
أمريكا أيضا حققت رغبتها بتوريط ولي عهد السعودية الذي تجرأ برد مؤدب على تفاهات ترامب, وتركيا حققت مرادها بتخلص صامت من القس الامريكي لإلغاء العقوبات الأمريكية عنها وقطر أشفت غليلها من عدوتها اللدود السعودية عبر فضائيتها وتقاريرها التي حرصت على إتمام الفضيحة للسعودية فأين هي الفوائد العظيمة التي جنتها السعودية من جريمة كهذه ولماذا نتهم السعودية وكيف وكل المؤشرات تشير الى ان المستفيد الحقيقي من الجريمة قطعا ليست السعودية بل هي المتضرر الأكبر.
الدرس الأخطر الذي يجب على الأنظمة المنصهرة بالبوتقة الأمريكية ان تتعلمه هو ان تجذر علاقتها بالولايات المتحدة وأجهزتها الأمنية ومؤسساتها السياسية وتحديدا السي آي إيه والبنتاغون ووزارة الخارجية قد ألغى وجود هذه الأنظمة كليا وجعلها رهينة بيد الولايات المتحدة فأجهزتها الأمنية تأتمر بأوامر أمريكا لا بأوامر قادة البلاد وحين تريد أمريكا التخلص من احدهم فهي قطعا تستخدم أدواتها العميقة هناك والتي تربت على يدي صناع الموت الامبرياليين بكل التفاصيل حتى بات ولائهم لأمريكا لا لبلادهم ولا لقادة بلادهم وهو الدرس الذي تناساه أو لا يستطيع ولا يرغب بتذكره صناع القرار في العالم العربي بعد ما رأوا ما حصل لمبارك وبن علي وغيرهم.
الأغبياء فقط من سيصدقون أن جريمة التاريخ الأبشع بقتل الخاشقجي هي قرار سيادي سعودي فالقاتل هو صاحب المصلحة بالقتل وصاحب المصلحة بالتوريط وفي الحالتين أمريكا وأجهزتها الأمنية وصناع القرار هناك الذين استعادوا القس من تركيا وأعادوا تركيا للحظيرة وورطوا قادة السعودية بتهمة لا احد يدري ما هي نتائجها بما في ذلك الخلاف على العرش داخل الأسرة وخارجها وهو ما تريده أمريكا وحدها لكن أحدا في قصور الرياض لن يتعلم بما في ذلك أولئك الذين يعتقدون أن أمريكا ستكون عونا لهم للانقلاب على ولي العهد وصاحبه وعليهم أن يتذكروا كيف ساعدت أمريكا حلفائها في احتلال العراق وأين هم الآن بل وأين العراق وليس بعيدا ذاك اليوم الذي ستكون به أمريكا حامية حقوق الإنسان ( أقصد البترول ) فحقوق الإنسان والديمقراطية الأمريكية هي كلمة السر للبترول ونهبه في السعودية لتمزيقها وإضاعة الملك من أهله فهل سيصحو قادة السعودية وهل يمكنهم أن يفعلوا.