خاص الحدث ـ محمد بدر
أكد مصدر خاص لصحيفة الحدث أن سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي هي من نفذت القصف على مستوطنات غلاف غزة الليلة .وبحسب المصدر فإن القصف جاء كرد على استشهاد 5 فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة برصاص الاحتلال خلال اليوم. وقالت حركة الجهاد بعد الرشقات الأولى من الصواريخ في بيان مقتضب: "أمام استمرار قتل الأبرياء بدم بارد من جانب الاحتلال الاسرائيلي واستمراء سفك دماء المدنيين السلميين ، لا يمكن للمقاومة أن تقف مكتوفة الايدي وهي التي التزمت طويلا بضبط النفس تقديرا للجهود التي بذلت وتبذل لتثبيت وقف اطلاق النار. وقد حذرت المقاومة مرارا من تكرار استهداف المدنيين لكن الاحتلال لم يحترم القوانين والاعراف وواصل تلاعبه بحياة الناس في ظل حصار مستمر".
وبعد إطلاق المقاومة للصواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة، كتب المحلل السياسي المقرب من حماس إبراهيم المدهون: "إطلاق صواريخ غير سياسية بوقت غير مناسب, يعتبر حرف للمسار وغير مسؤول, وقد يكون له تداعيات لا يريدها احد, وعلينا عدم التعامل النفسي المحدود في وقت حساس, وما دام غرفة العمليات المشتركة لم تقر العملية يجب محاسبة من انفرد بالقرار, وتمنيت لو كان هناك تعامل واعي وحكيم ومسؤول, وبمثل هذه الافعال لا نخدم الشهداء, ولا الحالة النضالية الحالية المتوهجة, بل نجلب ضررا وتشتتا غير محسوب".
وفي ظل تزايد التقارير التي تتحدث عن التوصل عن اتفاق للتهدئة في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية و"إسرائيل" والتي كان آخرها تقرير الحياة الجديدة الذي تحدث عن موافقة حركتي حماس والجهاد على المقترحات المصرية وتحفظ الجبهة الشعبية، تبدو الصورة من اجتماعات الفصائل الفلسطينية بالمخابرات المصرية على نقيض ما يُنشر.
ففي الوقت الذي حضر فيه رئيس مكتب حماس السياسي إسماعيل هنية ومسؤول الحركة في غزة يحيى السنوار ومسؤول الجبهة الشعبية في القطاع جميل مزهر للاجتماعات مع المخابرات المصرية، تغيبت الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي عن الاجتماعات، وأوفدت الحركة القيادي فيها خضر حبيب، في ظل غياب قيادتها السياسية المكلفة بمتابعة القضايا المختلفة مع المصريين.
المصدر المطلع قال للحدث إن "حماس وافقت على المقترحات المصرية بخصوص مسيرات العودة"، واصفا موافقة حماس بأنها "موافقة على وعود"، مشيرا إلى أن حركة الجهاد طالبت بأن يتم تطبيق أي وعود متعلقة بكسر الحصار قبل "الوقف التام لمسيرات العودة"، وهو ما رفضه المصريون وفجّر خلافا شديدا بينهم وبين حركة الجهاد.
وأكد المصدر أن حماس لا تنوي الإعلان رسميا عن وقف مسيرات العودة قبل إقناع الجهاد بالموقف، وأن العلاقة بين الحركتين شابها بعض التوتر قبل عدة أيام، وهو ما دفع حماس للقول لقيادة الجهاد بأنها "قد تعلن عن وقف المسيرات من طرف واحد"، وهو ما استبعد حدوثه المصدر المطلع، لأسباب تتعلق بـحماس نفسها،
المصدر قال إن "مصر مارست الابتزاز السياسي ضد حركة الجهاد الإسلامي من أجل الموافقة على المقترحات المصرية"، مؤكدا أنه وصل الحد بالمصريين لاتخاذ "إجراءات أمنية" ضد حركة الجهاد ـ لم يفصح المصدر عن تفاصيلهاـ، وهو ما دفع قيادة الجهاد العليا ممثلة بأمينها العام ومكتبها السياسي لمقاطعة المصريين واجتماعاتهم. ونوّه المصدر إلى أن قيادة الجهاد رفضت زيارة مصر بناء على دعوة وُجهت لهم من قبل القاهرة، وكان ردّ أمين عام الحركة على الدعوة: "أن لا زيارات ولا اجتماعات بدون التراجع عن الإجراءات الأمنية التي اتخذت بحق الحركة، وتندرج ضمن حالة ابتزاز سياسي مرفوض".
وشدد المصدر على أن حركة الجهاد هددت في أنه في حال حاولت بعض الأطراف فرض "معادلات من الفراغ" في قطاع غزة، فإنها ستتجه باتجاه فتح مواجهة مع "إسرائيل"، و"أن على الأطراف المعنية تحمل مسؤولياتها في حالة كهذه". وهو ما ضاعف من الضغط المصري والحمساوي على الحركة، وأوضح المصدر أن الأمور بالنسبة للجهاد تتجه باتجاه المواجهة أكثر من كونها تتجه باتجاه الحل، مشيرا إلى أن الإسرائيليين لمسوا هذا التوجه لدى الجهاد وهو ما أدى بهم للإسراع بالموافقة على المقترحات المصرية لـ"حشر الجهاد الإسلامي في الزاوية" على حد تعبير المصدر.