في ميناءِ عَيْنَيْكِ أَحْتَضِرْ..
أَمْتَزِجُ بِكِ..
في ظِلِّ وارِفاتِ حِبرٍ..
وَبَعْثَراتِ أَفْنانٍ فَوْقَ أَوْراقيَ اٌلْبَيْضاءْ ..
هُناكَ !! بَيْنَ عُشْبِ اٌلْحُقولِ ..
بَيْنَ مَرافِيءِ اٌلْأَيّامِ ..
وَتَزاحُمِ اٌلمَوْجِ فَوْقَ ِرمالِ اٌلْسَّاحِلِ ..
خَلْفَ اٌلْمَباني اٌلشّاهِقاتِ
تُشْرِقُ شَمْسُ اٌلْحَقيقَهْ ..
جَلَسْتُ أَرْقُبُ مِنْ نافِذَةِ اٌلْمَقْهى نَوارِسَ اٌلْعَوْدَةِ اٌلتّائِهَةِ فَوْقَ أَصْدافِ اٌلْمُتَوَسِّطْ ..
إلاّ أَنَّ مَوْجًا ثائِرًا يُكابِرْ ..
يُثابِرْ ..
يَزْأَرْ ..
يُلاطِمُ اٌلْصَّخْرَ..
وَيَنْتَصِرْ ..
وَفِنْجانُ قَهْوَتي بَيْنَ أَنامِلي يَنْتَفِضْ ..
وَبَيْنَ شِفاهي يَحْتَضِرْ
وَنَبْضي يُراقِصُ مَجْرى دَمي ..
وَيَعْبَثُ بِأَطْرافِ مَبْسَمي ..
وَصَريرُ أَقْلامي يُعيدُ اٌلرُؤَى .. وَيَسْتَدِرْ !
فَأَحْلامي بَيْنَ رُبوعِ اٌلْقَلْبِ تَنْتَظِرْ ..
تَجْتَثُّ شَرايينيَ اٌلْمُتْعَبَه
وَيَتَناثَرُ ما بَيْنَ اٌلسَّماءِ وَاٌلْأَرْضِ صَمْتي
وَبَراثِنُ اٌلْمَسافاتِ تَلْتَقِطُ مِنْ سَمائي شَذَراتَ اٌلْقَدَرْ
فَتَسْأَلُني أَقْداري :
مَتى أَلْتَقيكِ ؟!
وَمَتى يَحينُ لِعَيْنَيْكِ جُنوني
وَأَسْكُبُ كُلَّ اٌشْتِياقي بَطَرْفِ بَناني
فَأَمْزِجُ كُلَّ شُعورٍ عَميقٍ.. كَشَهْباءَ فَوْقَ تِلالِ كَرْمِلِنا ..
كَمَدادِ اٌلْجَداوِلْ ..
كَصَفائِحِ صَنَوْبَرِنا ..
مَتى يَحينُ اٌللّقاءُ يا حَيْفا.. خَلْفَ طاوِلَتي اٌلْمُسْتَديرَه .. وَفِنْجانَ قَهْوَتِيَ اٌلْمُخْتَمِرْ .. مُنْذُ سَبْعَةِ عُقودٍ ..
وَلا تَزالُ نارُها تَسْتَعِرْ ..
مُنْذُ نَكْبَةٍ وَشَتاتْ .. مُنْذُ قَرَّرْتُ أَنْ أَرْفُضَ بُؤْسَنا اٌلْمُطَعَّمِ بِاُلْمُرْ..
وَعُدْتُ حامِلَةً بَيْنَ بَراثِني أَشْلاءَ اٌلْحَقيقَه ..
وَعَهْدَ اٌلْوَفاءِ اٌلْمُسْتَتِرْ .
فَلَنْ أَنْسى يَوْمًا لَهْفَتي لأِنْ أَلْقاكِ .. وَقَلْبَكِ أَحْتَكِرْ ..
فَما عُدْتُ أَحْتَمي في ظِلِّ غَيْمَه
وَما عادَتْ تَكْتَفي أَطْرافي بِحَفْنَةِ تُرابٍ تَدًّخِرْ ..
كَمَزيجٍ مِنْ عَبَقْ .. بِنَكْهَةِ اٌلثَّرى ..
تَجْمَعُهُ قارورَةُ عِطْرٍ اٌسْمُها وَطَنٌ يَنْتَظِرْ..
عِطْرٌ صُنِعَ في أَرْقى مُدُنِ اٌلْعُطورِ وَألْوانِ اٌلزَّهْرْ ..
صُنِعَ في فِلَسْطينَ وَلا يَزالُ يَخْتَمِرْ .