الحدث- عصمت منصور
يكتب مردخاي كيدار المستشرق، والمحاضر في جامعة بار ايلان وعضو في مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية، عن خلاصة 25 عاما من عمر أوسلو.
وفيما يلي نص ما كتبه مترجما:
في شهر كانون الثاني طالب المجلس المركزي بإلغاء الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني معها وإلغاء الاتفاقيات الاقتصادية، وهي ذات التوصيات التي أعاد التأكيد عليها قبل أيام.
التوصيات جاءت لتنفي التهمة التي تلصقها حماس بالسلطة: التعاون مع الاحتلال.
دون التنسيق الأمني والتعاون الاقتصادي لن تصمد السلطة أكثر من أيام معدودة وهذا المأزق يعني أن السلطة أفلست أيديولوجيا واقتصاديا وهذا أمر يتوافق مع الأساس الذي أقيمت عليه السلطة والتي كان الرهان أن قدرتها على الصمود متدنية جدا لأنها ستبقى بحاجة دائمة للمساعدات الخارجية.
إنه لمن الظلم التمسك وإحياء جسد غير قادر على الاستمرار بشكل مستقل وكل ما تم استثماره فيه ذهب أدراج الرياح للأسباب التالية:
السبب الأول هو سبب إقامتها ذاته لأن حكومة إسرائيل بحثت عن جسم يحارب (الإرهاب) مقابل الحصول على الأرض وهي صفقة قبلت بها السلطة التي ترأسها (إرهابي) وصدقته حكومة اسرائيل وآمنت بقدرته على حل أزمة (الإرهاب).
هذه الصفقة كانت محكومة بالفشل من طرف سكان الأراضي المحتلة الذين اعتبروها ذراعا لتنفيذ مخططات الاحتلال ومن طرف إسرائيل حيث يبدو التنسيق الأمني ككلمة ملطفة لمطاردة أجهزة الأمن الفلسطينية للمطلوبين وتسليمهم لإسرائيل وهو ما يعتبر خيانة في نظر المواطنين الفلسطينيين.
من أجل تجاوز هذه الأزمة والتغطية على دورها قامت السلطة بتشغيل آلاف المواطنين في جهازها الإداري ومقابل الراتب وضع الناس في أفواههم ماء وصمتوا.
السلطة تعرف جيدا كيف ينظر إليها الشارع، ومن أجل إعطاء شرعية لسلوكها، تروج لفكرة الدولة التي ستقام بالتوافق مع إسرائيل، علما بأن إسرائيل لن توافق مطلقا على عودة اللاجئين، ولا على التنازل عن القدس، وهو ما يعني أن هذه الدولة لن تقوم أبدا كما أن الاعتقاد السائد لدينا هو أن إسرائيل لن تنعم بالعيش بهدوء مهما قدمت.
السبب الثاني يكمن في عدم قدرة السلطة على بناء كيان سياسي ومنظومة وفق المعايير المقبولة في إدارة الحكم والقانون، وبدل ذلك أسست لأجهزة خاوية عجزت عن إجراء انتخابات دورية وتداول للسلطة كما حدث بعد انتخاب حركة حماس.
أعضاء حماس في التشريعي أرسلوا رسالة إلى رئيس مجلس الأمن طالبوا فيها ألا يمثلهم الرئيس عباس لأن فترة ولايته انتهت وهو ما دفعه الى التفكير بالانتقام وحل التشريعي.
منظمة التحرير على شفا الإفلاس فكريا وهي غير قادرة على معالجة ازمتها مع حماس وفرض أجندتها عليها في الوقت الذي لم تعد تفكر فيه إسرائيل بإعطائها دولة تشكل تهديدا جديا لوجودها.