الحدث ــ محمد بدر
سلطت القناة العبرية الثانية الضوء على سيرة حياة رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد أفيف كوخافي، والذي أعلن وزير الجيش عن اسمه قبل أيام.
وبحسب القناة، عندما كان الجنرال كوخافي قائداً للواء المظليين، كان يُحضر معه خمس علب من الكولا إلى اجتماعات القادة ويسأل الحاضرين أي هذه العلب أفضل، فيردون بأن العلب جميعها بنفس الطعم، ثم يدعوهم للتأمل بشكل العلب وألوانها، لأنه كان من الضروري بالنسبة له أن يفكر هؤلاء الضباط في إجابة غير تقليدية لا تتعلق بالطعم.
كوخافي 54 سنة، ولد في مستوطنة "كريات بياليك"، وجند في قوات المظليين في الوحدة 890، وبدأ حياته القتالية في جنوب لبنان. ورغم أنه لم يكن يخطط للعمل في مراتب عليا في الجيش، وكان يفضل أن يتفرغ لتخصص الهندسة المعمارية، إلا أن اختياره من قبل قادته لمهمات كبيرة ومناصب رفيعة، دفعه للبقاء في الجيش.
ورغم أن كوخافي يعتبر في أوساط جيش الاحتلال ضابطا استباقيا عنيفا ومسؤولا، إلا أن مقاتلي كتائب عزالدين القسام استطاعوا أن يخطفوا الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من على حدود غزة، في الفترة التي كان فيها كوخافي قائدا لفرقة غزة في جيش الاحتلال. كما أنه يُسجل ضد كوخافي استخفافه بظاهرة الأنفاق، التي أصبحت هاجسا استراتيجيا بالنسبة لإسرائيل.
كانت فترة قتال كوخافي في لبنان، كافية لكي يصبح اسمه لامعا في الأوساط العسكرية الإسرائيلية، وشكّلت العمليات التي قام بها مقاتلو حزب الله سببا رئيسيا في إزاحة واستقالة الكثير من الضباط الإسرائيليين، إلا أن الفرقة التي كان يعمل كوخافي قائدا لها حافظت على مستوى أقل من غيرها من حيث الأخطاء والثغرات. وفي عام 2001 عيّن كوخافي قائدا للواء المظليين خلال انتفاضة الأقصى وكان داعما مهما لفكرة اجتياح الضفة. وشارك في اجتياح مخيم بلاطة وبيت لحم، وحاصرت فرقته كنيسة المهد.
في نوفمبر 2004، تم تعيين كوخافي قائداً لفرقة غزة. بعد حوالي عام ونصف العام، استوعب كوخافي "كفا حمساويا"، بعد أن قامت قوة خاصة من كتائب القسام باختطاف شاليط، بعد أن استطاعت أن تخترق كل الخطط الدفاعية التي صممتها فرقة الجيش العاملة تحت إمرته، وانسحبت الوحدة القسامية من المكان دون أن يصاب أيا من أفرادها بأذى. وعين رئيس الأركان حينها دان حالوتز لجنة تحقيق برئاسة جيورا آيلاند.
وكانت حرب لبنان الثانية، بمثابة الهدية لكوخافي، عندما أدت الهزيمة في مواجهة حزب الله بالجيش الإسرائيلي لمراجعة كافة التعيينات القيادية وإقالة قادة ووقف ترقية آخرين، وهو الذي سمح لكوخافي بأن يتقدم خطوات للأمام، مستغلا الهزة الكبيرة التي أصابت قيادة الجيش. في تلك الفترة، كان من المفترض أن يسافر كوخافي للدراسة في انجلترا، ولكنه كان متخوفا من أن يتم اعتقاله هناك بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وفي النهاية تم تعيينه مسؤولا عن قسم العمليات في جيش الاحتلال.
في نوفمبر 2010، تمت ترقية كوخافي إلى رتبة لواء، وعُين رئيسًا للاستخبارات العسكرية، وهو منصب يعتبر ممرا ضروريًا في السباق على منصب رئاسة الأركان. وبوصفه رئيسًا للاستخبارات العسكرية، فقد عمل إلى جانب الموساد في القضية النووية الإيرانية. تحت قيادته ومن خلال معلوماته، اغتيل القيادي في كتائب القسام أحمد الجعبري، وتم الاستيلاء على سفينة الأسلحة كيلوس سي، التي كانت تنقل سلاحًا إيرانيًا للفصائل الفلسطينية في غزة.
ولكن وخلال عمل كوخافي في الاستخبارات العسكرية، لم تتمكن الاستخبارات بالتنبؤ بالربيع العربي وهو ما اعتبر نقصا في التصور لدى الاستخبارات في عهده، ونشبت أزمة كذلك بينه وبين جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك، وذلك لاستخفافه بقوة تأثير الأنفاق في أي معركة وهو ما ثبت عكسه خلال عدوان 2014 على قطاع غزة.في نوفمبر 2014، تم تعيين كوخافي قائدا لقيادة الجيش في الشمال. وفي مايو 2017 تم تعيينه نائبا لرئيس الأركان.