الحدث- عصمت منصور
نشرت صحيفة إسرائيل هيوم تقريراً صحفياً حول مراحل ملاحقة أجهزة الأمن في دولة الاحتلال للمطارد أشرف نعالوه الذي نفذ عملية بركان.
وقالت الصحيفة إنه قد مر شهر تقريبا منذ أن فر أشرف نعالوه من مكان العملية التي قتل فيها مستوطنين في منطقة بركان الصناعية، وهذه الفترة تمس صورة الردع الإسرائيلية وأمن المستوطنين والثقة بأجهزة الأمن، وهو ما يعتبر بغض النظر عن الأسباب حدثا استثنائيا يمكن أن يكون مؤشرا لأساليب جديدة لم تعرفها إسرائيل بعد.
وتوضح الصحيفة إنه في معظم العمليات تم حل لغزها بسرعة، والعمليات بالعادة تنتهي بعد وقت قصير من تنفيذها لأن منفذيها لا يستطيعون الابتعاد عن مكانها قبل أن يحاصرهم الجيش، والذي يعزا الفضل فيه إلى العمل الميداني والاستخباراتي في أكثر من دائرة والتي يكون معظمها بعيدا عن الأعين وسريا، وهو ما جعل نجاح أي منفذ بالهرب لفترة طويلة نادرا جدا.
وتضيف الصحيفة، إنه في الحالات التي يفر فيها المنفذ يتم فورا توسيع دائرة البحث، ويتم تحديد نقاط محتملة لمكان تواجده، ويتم نشر الحواجز وإغراق المنطقة بالجيش ونشر طائرات بدون طيار بالإضافة إلى أجهزة التنصت.
وفي المقابل، فإن العمل على الأرض تبدي مراكز الأمن حالة من اليقظة لكل حركة شاذة وغير طبيعية وتحلل كل تقرير يصلها بحيث يتم تجميع كل التقارير من مصادرها المختلفة في غرفة العمليات مع ما يتم تجميعه من معلومات من دائرة المنفذ المقربة وعائلته وكل من له علاقة به إلى أن تغلق الدائرة على المنفذ.
هذه الآلية تبدأ بالعمل في اللحظات الأولى بعد وقوع العملية وتستمر لأيام، لأن النمط السائد أن يتم إلقاء القبض عليه بعد أيام أو أن يُقتل، وهذا ما حدث مثلا مع نشأت ملحم من وادي عارة الذي استشهد بعد أسبوع.
وتضيف الصحيفة أن هذا السيناريو يتغير إذا ما طالت المطاردة. عندها تنتقل المطاردة إلى المجال الاستخباراتي، وتقوم كل أذرع الاستخبارات بالتعاون فيما بينها على مدى زمني طويل لتدمج إمكانياتها معا وتشترك فيه الشرطة مع الجيش والشاباك مع الإبقاء على قوة ميدانية في حالة تأهب في انتظار أمر التحرك في حال برزت معلومة ما أو عثر على المنفذ.
إحدى الطرق المتبعة هي ممارسة الضغط على عائلة المنفذ لأن أغلب المنفذين يحاولون خلق اتصال مع عائلاتهم، ومن هنا يمكن أن تكون الحلقة التي تنهي المطاردة والتي تأتي بالمعلومة الذهبية.
إن الجهد الاستخباراتي لدولة الاحتلال محسوب بدقة وهو يهدف الى إعطاء المنفذ شعورا بالأمان وإخراجه من مخبأه او دفعه لارتكاب خطأ ما يقود إليه.
لذا، وبعد أن يتم تحديد مكان المنفذ تدخل من جديد قوات الجيش إلى الصورة.
ما يحدث مع نعالوه يجعلنا نعتقد أننا نتواجد في المرحلة الثانية من مراحل المطاردة والكل بانتظار أن يرتكب الخطأ الذي سيقود جنود الاحتلال إليه.