السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

معرض للنساء بمعقل للمافيا الإيطالية

2014-12-18 02:17:28 PM
معرض للنساء بمعقل للمافيا الإيطالية
صورة ارشيفية

 

الحدث- وكالات

يدشن متحف الفنون المعاصرة في كازوريا على مشارف نابولي معرضا مخصصا للنساء في منطقة واقعة تحت قبضة المافيا تنتشر فيها المفاهيم الذكورية وأعمال العنف.

ويقدم معرض "آيام ومان" (أنا امرأة) أعمال أكثر من 80 امرأة من أنحاء العالم أجمع وهو مخصص للنساء، وتبقى أبوابه مفتوحة حتى الثامن من مارس. وصاحب هذه الفكرة هو أنطونيو مانفريدي (53 عاما) مدير المتحف.
 
وهذه الضاحية الفقيرة في نابولي معروفة بروابطها بمافيا "كامورا" أكثر منه بمبادرتها الريادية في مجال الفنون.
 
ويجيب سكان المنطفة عندما يسألون عن الطريق المؤدية إلى المتحف "هل يوجد متحف هنا؟". حتى بائع السجائر المهربة الذي يقع متجره على بعد أقل من كيلومتر واحد عن المتحف يطرح السؤال عينه.
 
ولا يثير هذا التصرف استغراب مانفريدي ابن كازوريا الذي وسع أفقه بفضل النحت والتصوير وحمله شغفه إلى الصين.
 
وقال "ليست المسألة أنهم لا يعرفون أننا هنا، بل إنهم لا يتصورون أن نكون هنا".
 
لكن المتحف لم يوفر جهدا لشد الأنظار. ففي العام 2011 حصل مانفريدي على الحق في "المنفى الفني" في برلين باعتبار أنه مضطهد من قبل الحكومة والمافيا. وفي العام 2012، أضرم النيران في أعمال فنية للتنديد بتخفيض ميزانية وزارة الثقافة.
 
ويعول متحف الفنون المعاصرة على المساعدات العامة والمبادرات التطوعية والهبات ومبيعات بطاقات الدخول، حتى لو لا ينشر أرقاما عن عدد زائريه.
 
وكان قد طلب من فنانين العام الماضي تقديم طابع جديد للمشاهد الإباحية في بومبي وهركولانيوم مع استبدال الشخصيات المرسومة على الرسوم الجدارية والمنحوتات بشخصيات واقعية.
 
وقال مدير المتحف إن "فتح متحف للفنون المعاصرة هو بحد ذاته بمثابة استفزاز في هذه المنطقة المعروفة بمثلث كامورا".
 
ولا تروق هذه المبادرة لزعماء المافيا المحليين، ويتلقى مانفريدي تهديدات باستمرار منذ افتتاح المتحف سنة 2005.
 
وخلال معرض مخصص لفنانين أفارقة، وضعت دمية سوداء مطعونة بسكين أمام المدخل، كرسالة تهديد مبطنة من المجموعة الإجرامية التي تسيطر على حركة المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين يتم استغلالهم في الحقول المجاورة، بحسب مانفريدي.
 
وقرابة عيد الميلاد، تلقى المتحف اتصالا سأل فيه صاحبه إذا كان المدير يريد معطفا كهدية للعيد. وكشف مانفريدي أن "كلمة معطف تدل هنا على التابوت". ولا شك في أن المعرض الأخير لن يلقى استحسان المنظمة الإجرامية.
 
وصرح أنطونيو مانفريدي أن "النساء الإفريقيات هن مجرد مومسات في نظر الكامورا. ويعد تنظيم هذا المعرض بمشاركة نساء من إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط بمثابة استفزاز. والحال لن تكون كذلك في داسلدورف أو إدنبره، لكنها هكذا هنا".
 
ويتمحور معرض "آي يام ومان" على أعمال العنف الزوجي والتحرش بالأطفال والرقابة، على أمل تسليط الضوء على هذه الآفات والإشادة بقوة النساء وجمالهن من خلال الصور واللوحات وأشرطة الفيديو.
 
ومن الفنانات المشاركات فيه، اليمنية أنغام أشهر التي صورت نساء متحجبات يعزفن على الغيتار أو يقرأن القرآن في ضوء مصباح جيب، والبرازيليتان هيلينيتا بيروزو وكاسيا أريستا، والألمانية أستريد ستوفهاش.