في المكان الذي يقبضُ عليه عدو، تصيرُ لغة السرقة فعلاً مفهوماً؛ لا يبدأ بسرقة الأرض والبيت وطعام المائدة والمكتبة والسرد، أو ينتهي بسرقة الزي أو سرقة الحيوان "سرقة الغزال أولاً وأفعى فلسطين أخيرا"، لأن فعل السرقة هنا فعل إِرادي واعٍ لا يقعُ في خانة إمكانية حدوثه كشر، ولكنه أصبح الشر.
وبالإمكان هنا فهم فعل السّرقة باعتباره وسيلة لفهم الذات وتأصيلها، فكل رمز أو اسم أو مدينة أو قطعة أثرية، تتيح إمكانية التماهي معها بالنسبة للإسرائيلي عبر التماهي مع النص الذي يُشير إليها، لذلك تصبح القدس أورشليم، وتصبح أفعى فلسطين، أفعى أرض إسرائيل.
ومثلما نفهم أن السماء هي رمز للمقدس، تُصبح الأفعى أيضاً رمزاً للمقدس، فيكون لدينا الخضوع إلى الوراء أي "النص الديني" يمثل تقدماً إلى الأمام "الدولة اليهودية المقدسة"، فالأجزاء والتفاصيلُ الصغيرةُ والمنمنمات المقدسة دينياً تُصبح هي الطريقة التي تُشكل الكل الواقعي الذي ماهيته مقدسة خالصة.
وما من سبب للأمر يمكن فهمه إلا إرخاء حالة من القدسية على أمرٍ غير مقدس بتاتاً، بل هو شرٌّ أو خطيئة، هدفه جعل هذه القضية أو هذا الشر المنسدل غير قابلٍ للمساس، بل مقدسا.