أنا خمسُ سنابلَ
منهنَ خضرٌ
استبرقٌ حسان
ومنهنَ ولدنَ
في ليالٍ عجافٍ
*
كشجرةِ الدرِ
جذورُها تشابكت
وأغصانُها تطاولت حدَ السماء
تُخاطبُ القمرَ بعينين
ناريتين مضيئتين
كأنهما في ليلةِ عيدٍ
بجديلةٍ مبتلةٍ
.....
أنا غيمةُ أبي
ونورُه في عتمتِه
وعباءةُ جسدِهِ النحيلِ
ولسانُهُ إن تعثرَ بالكلامِ
وسبحةُ يدهِ حيثُ يسبحُ بكرةً وعشيًا
وكتفي عكازُه
في ضوضاءِ خطواتِه
بعدَ ما بلغَ منَ العمرِ عتيًا
.......
أنا أمٌ لأمي
وظلُ دمعَِتها
إذ ما بكت على الترابِ مقلَتيها
وشهقةُ قلبِها إن نبض
أطبع ُقبلةً على جبينِها
ويدي منديلُها
على بيادرِ القمحِ
احتَضِنُها كما تحتضنُ
الأرض ُ
بجدائلِ الشمسِ
.......
أنا العاشقةُ والمعشوقةُ
نامت على صدرِ الهزيمةِ
وسارَ الزمنُ
على هشاشةِ قلبها
تمشي الهوينا الهوينا
تنثرُ الوردَ لتضيءَ
بطيفِ بياضِها
أنسَ وحدتها
أنا خمسُ سنابلَ
منهن خضرٌ حسانٌ
ومنهنَ ولدنَ في ليالٍ عجافٍ