تحليل الحدث- عصمت منصور
قال الناطق باسم جيش الاحتلال إن الحدث الأمني في منطقة خانيونس لم ينتج عنه خطف جندي كما أشاعت وسائل الإعلام الفلسطينية طالبا من وسائل الإعلام عدم التعاطي مع ما وصفها بالإشاعات.
مراسل القناة العاشرة وصف الحدث الأمني بالخطير قائلا إن ليس كل ما يعرفه يمكن نشره في إشارة منه إلى الرقابة العسكرية والقيود التي تفرضها على وسائل الإعلام.
تلميح مراسل القناة العاشرة يأتي تتويجا لنهج عريق في وسائل الإعلام الإسرائيلية وهو عدم نشر الأخبار التي لا يريد الجيش نشرها أو انتظار التوقيت الذي يختاره الجيش.
هذا النهج يجعل المصدر الإسرائيلي أقل أهمية ويضعه في مصافي الناطق باسم الجيش والأداة التي تكمل دوره على الأرض وحامل الرسائل التي يريد إيصالها.
تكرار المراسل العسكري للقناة العاشرة إنه لا يستطيع نشر كل ما يعرفه ثلاث مرات على الأقل أثناء التغطية الخاصة وإخفاء "إسرائيل" للمعلومات أو تأخير نشرها يمكن إرجاعه لعدة اسباب حسب الموقف:
لا تنشر "إسرائيل" أحيانا لمنع الطرف الاخر من الرد وهنا يكون الطرف الذي تكبد خسائر هو الطرف الآخر وليس "إسرائيل "كما حدث في سوريا عدة مرات حيث امتنعت "إسرائيل" عن نشر قصفها للمفاعل النووي السوري مثلا كي لا تحرج النظام وهذا تكرر في أكثر من مكان وتاريخ ونجح.
لا تنشر أو تأخر النشر كي تتيح للجيش تهيئة الرأي العام لتقبل الخبر إذا كانت الخسائر كبيرة كما حدث في العمليات الاستشهادية وحرب لبنان الثانية.
هناك سبب تقني يتعلق بالوقت ويتمثل إبلاغ المستوى السياسي والدبلوماسي وعائلة القتيل.
سبب أخر وهو متعلق بالمعنويات، إذ أن تأخر الإعلان أحيانا يعطي إشارة إلى تجهيز رد عسكري مناسب يوازن الصورة أمام الرأي العام ولا يظهرها بمظهر من يتلقى الضربات فقط وهذا يحدث غالبا في الحملات العسكرية الكبرى والحروب.