الحدث - محمد بدر
أثارت عملية اغتيال القوة الإسرائيلية الخاصة للقيادي في كتائب القسام أسئلة كبيرة، لعل الإجابات عليها تتلخص في الإجراءات الأمنية التي اتخذتها المقاومة الفلسطينية في الساعات التي تلت العملية.
فمن جهة أثبتت العملية للإسرائيليين صعوبة التحرك في قطاع غزة والقيام بعمليات أمنية واستخباراتية خاطفة، ولكن ومن جهة أخرى فإنه من غير المعقول أن تكون القوة الإسرائيلية قد دخلت عبر السلك الفاصل بسيارة "الفولكس واجن" وتجولت بشوارع خانيونس لوحدها وبدون إمداد لوجستي من قبل عملاء داخل غزة.
حتى بعد انتهاء العملية عسكريا بحسب الإعلان الإسرائيلي، أكدت المقاومة على أنها اتخذت سلسلة من الإجراءات من بينها تطويق مداخل القطاع، بالإضافة إلى نصب حواجز ونقاط تفتيش بكثافة، وهو ما يعني أن المقاومة تحاول الوصول للشبكة البشرية التي ساعدت قوة الكوماندوز، بعد أن تمكنت القوة من الهروب بمساعدة الطيران الإسرائيلي، الذي استهدف كل ما هو متحرك في المنطقة.
من ناحية استراتيجية، مقتل الضابط الكبير في الكوماندوز الإسرائيلي لا يعتبر فشلا لقوة الكوماندوز وحسب، بل لـ"المنطق الخارق" الذي تتعامل على أساسه هذه القوة. وأن تتجول قوة كوماندوز في منطقة فيها آلاف المسلحين يعني أن هذه القوة تتعامل مع نفسها بمنطق "فوق عسكري" و"فوق إجرائي"، وهو ما ثبت فشله الليلة.
الاحتلال استخدم سيارة "فلوكس واجن"، تركها عناصر القوة الخاصة خلال هروبهم، وتم قصفها من قبل الطائرات الإسرائيلية، وعثر فيها على كرسي متحرك ولوحات طاقة شمسية ومواد غدائية وقهوة وأغطية وفرشات، كما وعثر على عكاز وصندل ومخازن سلاح فارغة. وهو ما يدلل أن القوة حصلت على معدات من داخل غزة، وهنا يكمن الاختبار الحقيقي للمقاومة.
وكانت مصادر خاصة قد أكدت لـ الحدث، أن سيارة من نوع "فولكس فاجن" توقفت أمام منزل القائد في كتائب القسام نور بركة في منطقة بني سهيلة لعدة دقائق، الأمر الذي أثار الشبهات حولها، ودفع بالقيادي بركة لملاحقتها برفقة عدد من المقاومين. وأوضحت المصادر أن المقاومين تمكنوا من عرقلة طريق السيارة وإيقافها بالقرب من روضة السندباد في عبسان الكبرى، ومن ثم طلب المقاومون من ركابها إبراز هوياتهم الشخصية، وهو ما حدث بالفعل، قبل أن يفتح عناصر القوات الخاصة في المقاعد الخلفية النار باتجاه المقاومين. وأشارت المصادر إلى أن جزءا من عناصر القوات الخاصة تخفوا بزي نساء، وهم الذين فتحوا النار باتجاه المقاومين.