رولا سرحان
نعاني حالة اغتراب عميقة بين القيادة السياسية وبين الشعب، وبين القوى والفصائل والأحزاب وبين المجتمع المدني، والحديث هنا عن القرار الذي قامت القيادة الفلسطينية بتقديمه لمجلس الأمن؛ فجميعنا قرأنا مشروع القرار من خلال وسائل الإعلام الأجنبية، وكأن هذا القرار لا يعني الشعب في شيء، ولا يعني حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ولا مستقبله.
لم تكلف المؤسسة الرسمية نفسها عناء نشره هذا القرار على وسائل الإعلام الرسمية، أو مناقشته مع ممثلي المجتمع المدني الفلسطيني بشرائحه المختلفة قبل تقديمه لمجلس الأمن. وكل ما نشر كان عبر وكالات الأنباء الأجنبية، وتناقلته وسائل الإعلام المحلية، في حين وقع المسؤولون السياسيون في حلبات التصريحات المتضاربة فبقينا وقتا لا بأس به لا نعلم أي مشروع قرار تم تقديمه هل هي الصيغة الفلسطينية، أم هل هي الصيغة العربية، أم هل هي الصيغة العربية الفلسطينية، أم هل هي الصيغة الفرنسية، أم هل هي جمع بين الصيغ.
على أي حال، بانتظار الفيتو الأمريكي، فإنه وكالعادة ليس هنالك بدائل أمام المؤسسة الرسمية، وليست هنالك خيارات مطروحة، وسيتم الترويج لنا بأن الفيتو الأمريكي ضدنا هو انتصار تاريخي. وستطالب القيادة السياسية بظهير شعبي داعم لها، لأنها ستتعرض لحملة تحريض شرسة؛ ولكن كيف يستقيم الظهير الشعبي مع استمرار حالة الاغتراب، وتعمقها وتجذرها بين المؤسسة الرسمية والشعب.
ويبقى السؤال ماذا بعد الفيتو الأمريكي؟ وما هي أوراق القوة في مواجهة هذا الفيتو، لا نعلم؛ ولكن ما نعلمه أن القضية الفلسطينية منذ نشأة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي طرحها أرضا 41 فيتو أمريكي، وسنُلدغ من الفيتو 42.