الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مئوية الحرب العالمية وذكرى رحيل عرفات أحمد أبوزيد - باحث مصري

2018-11-13 07:16:52 PM
مئوية الحرب العالمية وذكرى رحيل عرفات
أحمد أبوزيد - باحث مصري
أحمد أبوزيد

في الوقت الذي تجمع فيه زعماء العالم في باريس لإحياء الذكرى المئوية للهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى، والمشاركة في "منتدى السلم" في باريس، تعمد رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو أن يهرع مرتبكا عائدا إلى مكتبه في محاولة بائسة للفت الأنظار، فرأس الكيان الصهيوني الذي رفض المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام عام 2016، تجنب لقاء الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، كما كان مقرر اليوم الاثنين، بعد أن قطع زيارته وعاد ليتابع العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة المحاصر، الذي أودى بحياة شهدائنا في عملية اغتيال قذرة وقصف همجي.

ليست مغادرة نتنياهو المفتعلة خلال زيارته القصيرة لباريس فقط ما يلفت الانتباه، بل مشاركته من الأساس، فهو لا يأت كممثل لدولة من "المنتصرين" في الحرب العالمية الأولى إذ لم يكن لإسرائيل وجود بعد، ولا معنى لوجوده بمنتدى "السلم" ! ولكنه بطبيعة الحال ذهب إلى باريس بعد مائة عام من تلك الحرب العالمية، التي كانت أولى نتائجها بدء احتلال فلسطين، بعد صدور وعد بلفور خلال الحرب التي ساعد اليهود فيها الحلفاء مقابل "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، فقد احتل الحلفاء مدينة القدس في 9ديسمبر 1917، وبعدها ولمدة 28 عاما ظلت الأراضي الفلسطينية خاضعة للانتداب البريطاني الذي زرع هذا الورم الخبيث في الجسد العربي.

لقد غادر باريس، كما ألغى رئيس الوزراء الاسرائيلي، لقاءه بالرئيس الفرنسي، الذي أحرجه أكثر من مرة، عندما جدد في حضوره التأكيد على رفض باريس للقرار الأمريكي الأخرق بنقل السفارة للقدس المحتلة، وغيرها من المواقف، إلا انه بطبيعة الحال الاحراج الاكبر كان الموقف المتوقع من نتنياهو إزاء تجديد المبادرة الفرنسية للسلام هذه الأيام، فهو لا يريد أن يسجل اية مواقف تخصم من رصيده الانتخابي، في الوقت الذي يصدر فيه الأوهام حول انفتاحه على المنطقة العربية، وسعيه لتغيير واقع الشرق الأوسط دون حل قضيته المركزية.

واليوم.. الذي أرادت فيه آلة الاحتلال أن تجهض المساعي المصرية لتحقيق التهدئة والمصالحة، ستتواصل جهود مصر لتحقيق التهدئة وفك الحصار وتحريك المصالحة الفلسطينية، ولعل زيارة الوفد الفلسطيني للقاهرة برئاسة اللواء جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، اليوم، وغيرها من التحركات الفلسطينية- المصرية المنسقة، ستعطينا إجابات حول ما نأمله من ثبات الصمود أمام موجة المؤامرات التي تستهدف تذويب القضية واستدامة الانقسام.

ولعل ذكرى رحيل الزعيم الفلسطيني القائد المؤسس ياسر عرفات، خير من ذكرى الحرب العالمية، في أن تلهمنا مجددا جوهر الرسالة التي قدم أبوعمار حياته دفاعا عنها، وهي وحدة الصف والنضال لنيل الحقوق المشروعة وتحقيق السلام الحقيقي.. و"يا جبل ما يهزك ريح"إ