الحدث- عصمت منصور
ما إن تأكدت الاخبار التي أفادت بأن المقاومة و"إسرائيل" نجحتا في التوصل إلى اتفاق تهدئة تنهي موجة التصعيد التي أشعلتها عملية التسلل الفاشلة للوحدة المختارة شرق خانيونس حتى خرح المستوطنين بالمئات إلى الشوارع في مستوطنات الغلاف احتحاجا على القرار معبرين عن رفضهم له.
المستوطنون وجهوا انتقادات لاذعة لنتنياهو والكابينيت والجيش وطالبوا بالحسم ضد غزة مرة وإلى الابد، مذكرين بالجولات السابقة التي انتهت بنفس النتيجة ولم تصمد. اللافت هو موقف الوزراء الذين سارعوا هم أيضا إلى إصدار بيانات أوضحوا فيها أنهم لم يصوتوا لصالح وقف إطلاق النار.
أبرز الوزراء الذين تنصلوا من القرار كان وزير الجيش ليبرمان ووزير التعليم نفتالي بينت ووزيرة القضاء ايليت شاكيد.
مكتب نتنياهو أوضح أن الوزراء توافقوا على القرار ولم يتم التوصيت عليه خاصة وأن أذرع الأمن قدمت توصياتها بالاجماع بضرورة العودة إلى التهدئة.
القناة الاولى روت قصة طريفة تلخص تعامل نتنياهو مع وزراءه حيث قالت إنه سمح لهم بأن يصرحوا بعد الاجتماع لانه أراد أن يتلقوا النقد وأن يواجهوا غضب الجمهور نيابة عنه بخلاف المرات السابقة التي كان يمنع فيها الوزراء من الإدلاء بأي تصريح.
صورة الاحتفالات في غزة والتي قابلتها صورة الاحتجاجات في مستوطنات الغلاف تلخص الجولة الحالية ولا تبقي مجالا للشك في أن المقاومة أدارت هذه المعركة بشكل حكيم وتعاملت مع القوة بشكل مقنن ورشيد ما قاد إلى هذه النتيجة ووضع نتنياهو وجيشه أمام خيارات جميعها سيئة.