أما زلتَ لا تدري ..
كيفَ سقطتَ ولم يمسكك أحد ..!
وكيف انتهى عمركَ المعطّرُ برائحةِ البارود والموتى
عمرك
وجع الحياة الذي يصفعكَ كلما ابتسمت
وجهك الآخر الذي يبتسمُ أمام الشاشات
حديثكَ للناشئين الفاغرين أفواههم
وأنتَ تتحدث عن الشعر وأدبِ الحكمةِ
ومقدمة ابن خلدون
وآخِر ما اكتشفتْه ناسا عن نجمةٍ هاربة
وعن الثقب الاسود
وتمدد الكون
ووحدة هذا الوجود !
دواوينكَ التي لم يصلّي عليها الوطن ..
أبحاثكَ المنسية على رف انتظار
مكانتك العلمية أو الجامعية أو اللا شيئية
أصدقاؤك القدامى والجدد
المنسيّون والحاضرون
من بكيت معهم ، لهم ومنهم ..
الذين ضحكت كثيراًعليهم ، معهم .. ومنهم
أعداؤك الطيبون وأنت تسمع وشايتِهم غيلةً
فتلوّحُ لهم بابتسامة
أولادك الذين نذرت عمرك لهم
وكم سقطتَ أمامهم خوفَ أن يعثروا
نعم
أولادك ايضاً
الذين أضعت عمرك هلعا عليهم
حتى هُم
كل شيء على السواء
الشيءُ واللاشيء
كل شيء يأكلكَ ويرميكَ مذمومَ النهايةِ
كلهم يأكلونك وأنت لا تدري
ولن تدريَ أبداً
حتى تغدوَ جثةً
ينتظر الآكلونَ خلاصهم منها ..!