الحدث ــ محمد بدر
قد تحمل الساعات القادمة خبر استقالة وزير جيش الاحتلال أفيجدور ليبرمان بعد فشله في تنفيذ رؤيته الأمنية وتمريرها على الجيش. وفي حين، اعتبر بعض المحللين الإسرائيليين أن استقالة ليبرمان محاولة لحفظ ماء الوجه أمام الجمهور الإسرائيلي، وخوفا من أن يؤثر السلوك العسكري والأمني الإسرائيلي على رصيده الشعبي؛ أكد آخرون أن ليبرمان يعدّ أفشل وزير لجيش الاحتلال على الإطلاق، على الأقل؛ بحسب تعبير المواقع الإخبارية التابعة للمستوطنين.
ليبرمان الروسي اليهودي الذي استطاع أن يوّحد الإسرائيليين الروس في "إسرائيل"، وأن يتقدم بالروس في "إسرائيل" خطوات إلى الحكم والمناصب الرفيعة، مستفيدا من موجة الهجرات اليهودية من روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأ يفقد "يمينيته" المعهودة خلال الأشهر الأخيرة وتحديدا فيما يخص "التهدئة مع غزة"، لكنه وحين عاد لـ"يمينيته" وجد نفسه معزولا ورقما لا يسمن رأيه ولا يغني، وبدل أن يقود الجيش، قاده الجيش، وبدل أن يكون رأس المؤسسة الأمنية وضابط إيقاعها، أصبح سببا في الخلافات بين أذرعها المختلفة.
وأعلن وزير الجيش الإسرائيلي ليبرمان، صباح اليوم الأربعاء، أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا ظهر اليوم. وقال مساعدو ليبرمان لصحيفة هآرتس إنه ينوي إعلان استقالته من الحكومة ومن وزارة جيش الاحتلال. وأكد مقربون منه أنه يخطط للاستقالة منذ مدة لشعوره بأنه لا يقود المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى المكان الذي يريده.
وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت إن وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان سيعقد اجتماعاً خاصاً لحزبه "إسرائيل بيتنا"، في تمام الساعة 12:00 ظهرا، في الكنيست. وأكدت الصحيفة أن ليبرمان سيعقد مؤتمرا صحفيا بعد الاجتماع. ويأتي الاجتماع في ضوء الاحتجاجات التي جرت في مستوطنات غلاف غزة، بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية و"إسرائيل".
واتهم وزراء الكابينيت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بـ"هندسة النقاش" والقرار خلال اجتماع الكابينيت بخصوص التصعيد الأخير في غزة، فيما ردّ مكتب نتنياهو بأن "القرار كان بالتصويت وبناء على توصيات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية".
صحيفة معاريف العبرية نشرت استبيانا للجمهور الإسرائيلي، طالبتهم بالتصويت من خلاله للشخصية التي يتوقعون أن تحلّ مكان ليبرمان بعد تقديم استقالته، ويشير الاستبيان إلى أمرين: الأول: أن مسألة استقالة ليبرمان أصبحت شبه محسومة، والثاني: أن هناك بدائل جاهزة ومتصورة لمنصب ليبرمان.
ومن الأسماء التي طرحها الاستبيان؛ نفتالي بانيت، وزير التعليم الإسرائيلي وأشد منتقدي ليبرمان. وينتمي بانيت لحزب "البيت اليهودي" وهو حزب ينتمي بالأساس لـما يُعرف عند الجمهور الإسرائيلي بـ"المتدينين القوميين" وهم الذين يؤمنون باليهودية كعقيدة ونهج حياة وبالصهيونية كتيار سياسي يحقق أهداف اليهود.
يُعرف عن بانيت مطالبته المستمرة باغتيال مطلقي البالونات الحارقة، ومعارضته الشديدة لاتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة، وتأكيده المستمر على أهمية القيام بعملية عسكرية كبيرة في القطاع. لكن بانيت يعيد ويكرر ما كان يطالب به ليبرمان قبل توليه وزارة الجيش، وفي حين وجد ليبرمان أن الواقع غير الخطاب، فإن بانيت كما يبدو هو المرشح القادم لقيادة الفشل الإسرائيلي في غزة.
والاسم الآخر الذي طرحته معاريف في استبيانها هو "يوآف جالنت"، والذي يعتبر ابن المؤسسة العسكرية ورئيس أركانها لفترة. كما وعيّن مستشارا عسكريا لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في فترة ما. ويُعرف عنه تأييده لإبرام اتفاق لوقف النار في قطاع غزة، كما وأنه يشغل منصب وزير الإسكان حاليا، ومن الذين قالوا يوما إن "مستوطني غلاف غزة هم الخط المتقدم في الدفاع عن الصهيونية، لذلك يجب توفير الهدوء لهم بأي ثمن". ويعتبر جالنت أن الحرب آخر الخيارات.