الجمعة  01 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"الدّراجون".. شبان فلسطينيون عشقوا الرياضة والوطن

2014-12-20 09:27:03 AM
صورة ارشيفية

الحدث- لبابة ذوقان (الأناضول)

أطقلوا لدراجاتهم الهوائية العنان على قمم الجبال، وأخذوا يسابقون الريح في رحلاتهم الاستكشافية بربوع الوطن، تارة تقودهم العجلات لاستكشاف أعالي الجبال، وتارة أخرى يقودهم شغف الاستطلاع وحب المغامرة والرياضة للتنقل بين مدينة وأخرى وقطع عشرات الكيلومترات لسبر أغوار مناطق كانوا يسمعون بها سابقاً ولم يزوروها.
 
هم ثمانية شبان فلسطينيين من مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، تتراوح أعمارهم ما بين 19- 24 عاما، جمعتهم هواية ركوب الدراجات الهوائية، ليشكلوا سوية فريق "الدراجون".
 
كل منهم يملك دراجته الخاصة، وينطلقون في كل يوم جمعة من كل أسبوع، برحلة استكشافية جديدة، يتدربون خلالها على قيادة الدراجات في المناطق الوعرة في الجبال والوديان، وعلى الطرق المنبسطة ولمسافات طويلة.
 
وكالة "الأناضول" رافقت "الدراجون" في رحلة صباحية لأحد جبال مدينة نابلس، لتعيش معهم أجواء التدريب على قيادة الدراجات في الأماكن الوعرة.
 
وبينما كان "الدراجون" يستكشفون طريق رحلتهم، في جو بارد ورياح شديدة، عبّر علاء الهموز (24 عاماً)، الطالب في كلية الرياضة في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، وأحد أعضاء الفريق، عن مدى السعادة التي يشعر بها خلال أوقات التدريب والرحلات، بغض النظر عن برودة الطقس الشديدة، حسب قوله.
 
وأضاف علاء لـ"الأناضول": "لا يهمنا عادة حالة الطقس، فقيادة الدراجات تعطينا طاقة كيبرة وقدرة على التحمل، وكثيرا ما نخرج للتدريب بالأجواء الماطرة".
 
وتابع حديثه بينما كان يتكئ على دراجته الهوائية: "هدف الدراجون، رياضي وطني اجتماعي، فالذي جمعنا بالبداية هو شغفنا بركوب الدراجات الهوائية، في كل يوم جمعة نستيقظ باكرا، ونركب دراجاتنا ونقود لمسافات طويلة تمتد من 50 -80 كيلو مترا، لنمرن أجسادنا على التحمل".
 
وتابع: "بعد ذلك أصبحنا نتطلع للخروج من المساحات الضيقة لمساحات أوسع، نستكشف بها وطننا بجباله وسهوله ووديانه، كل مرة نسير بمكان نكتشف شيئا جديداً، عدى عن العلاقات التي كوناها مع الناس في مختلف المناطق التي نزورها".
 
وأنشأ فريق "الدراجون" صفحة خاصة بهم على موقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي، يعلنون من خلالها عن الرحلات والأنشطة التي يقومون بها، لانضمام من يرغب من الشباب والهواة لهم ومرافقتهم في رحلهم الاستكشافية.
 
كما خصص الفريق أحد أعضائه لتدوين المعلومات التي يجمعونها خلال تجوالهم وتعرفهم على الأماكن التاريخية والأثرية التي يزورونها، حيث لا تقتصر رحلاتهم على قيادة الدراجات والتدريب فقط، حسب أعضاء الفريق.
 
وذكر علاء الهموز، أن تجربة "الدراجون" مكنتهم من التعرف والتواصل مع مجموعات شبابية من مناطق مختلفة بالضفة، وفلسطينيين من داخل إسرائيل، جمعتهم أيضا رياضة ركوب الدراجات الهوائية، مشيرا إلى أنهم يسعون للتخطيط لرحلة جماعية مع تلك المجموعات، لوادي القلط بأريحا، (وادي يتكون من جدران صخرية مرتفعة تمتد لمسافة 45 كم بين أريحا والقدس في الضفة الغربية).
 
وبيّن الهموز أن الفريق يقوم بنشاطاته بشكل فردي ومستقل، مضيفا: "نحن بكل تأكيد بحاجة لدعم من الجهات الرسمية لنتمكن من تطوير قدراتنا، ونحن نطمح لأن نكون أول فريق فلسطيني يمثل فلسطين ويحمل علمها في المسابقات الدولية".
 
وأوضح علاء أن فلسطين لم تشارك في مسابقات دولية بالسابق لفرق الدراجات الهوائية، وقال: "كان هناك مشاركات سابقة لمتسابق بشكل فردي، لكن نأمل أن يتم تبني فريقنا رسميا من الجهات الخاصة ونخرج لتمثيل فلسطين كفريق كامل، فمعظم سباقات الدراجات بالخارج تكون بين فرق".
 
وبعد أكثر من ساعة في قيادة الدراجات واستكشاف الطريق الجبلية، استقطع الفريق بضع دقائق لأخذ استراحة، خلعوا خوذاتهم الرياضية، ووضعوا الدراجات جانباً، وتبادلوا أطرف الحديث.
 
ضياء شبارو (19 عاما)، أحد أعضاء الفريق، أشار إلى أن حبه للرياضة هو ما دفعه للانضمام إلى فريق "الدراجون".
 
وأضاف ضياء لـ"الأناضول" خلال فترة استراحة للفريق: "زرنا أماكن كثيرة في الضفة الغربية، حيث زرنا مدن جنين (شمال) وقلقيلية (شمال) ورام الله وسط، وأريحا (شرق)، كما زرنا عدة قرى في رحلات استكشافية ممتعة جدا، لقد أيقنا فعلا أن فلسطين جنّة".
 
وفي سياق الحديث عما أضافته تجربة الدراجون له، قال: "انضمامي للفريق ساعدني على تقوية بنيتي الجسدية، وأضاف لي جرأة في التعامل مع الناس والحديث معهم".
 
الشاب مقداد يعيش (21 عاما) أشار من جانبه إلى أن انضمامه لفريق "الدراجون" ساعده على تغيير الروتين في حياته اليومية، وجعل تفكيره واهتمامه بالناحية الرياضية أقوى من أي شيء آخر.
 
وأضاف: "أصبحت الدراجة ترافقنا بشكل دائم، وليس فقط خلال التدريب مع الفريق، أصبحنا نتطلع إلى هدف أسمى يمكن أن نصل له من خلال دراجاتنا هذه، ونأمل أن نشكل فريقاً مميزا لتمثيل فلسطين والمشاركة بسباقات وطنية وعربية ودولية، هذا حلم نطمح له كلنا".
 
أما محمد الجابي (21 عاما)، ويعمل سكرتيراً في قسم الهندسة الكيماوية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، وهو آخر أعضاء الفريق انضماما، قال: "انضممت للفريق منذ حوالي أربعة شهور، أهوى ركوب الدراجة منذ صغري، لكن لم أكن أجد من يرافقني في هذه الهواية، حتى تعرفت على أعضاء الفريق".
 
ويطمح محمد وزملاؤه لزيارة كل فلسطين بدراجاتهم الهوائية، مضيفا: "هذا هدف سأسعى لتحقيقه ما حييت بإذن الله، إضافة إلى أن نمثل فلسطين في المسابقات الدولية، وأن نزور دول العالم أيضاً بدراجاتنا".

أصغر أعضاء الفريق بهاء عامر (19 عاما)، ويعمل في محل لصيانة الدراجات الهوائية، أبدى تعلقه الكبير بدراجته، وانتمائه لفريقه، قائلا: "الدراجة هي كل حياتي، من المستحيل أن أستغني عنها، انضممت للفريق منذ بداياته قبل نحو عشرة شهور، ونحن نعمل ونتمرن بروح رياضية رائعة، وسنواصل حتى نحقق هدفنا بتمثيل فلسطين بالخارج".