الحدث ــ محمد بدر
قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قرر الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة رغم شراسة قصف المقاومة وكثافته، لسببين اثنين؛ الأول هو أن نتنياهو لا يمتلك استراتيجية حقيقية للتعامل مع معضلة قطاع غزة، والثاني هو أن التهديد على الجبهة الشمالية يعتبر الأخطر ويمس الأمن القومي الإسرائيلي بصورة كبيرة ومباشرة.
واعتبرت الصحيفة المقربة من نتنياهو أن قوة المقاومة الفلسطينية في القطاع مثيرة للقلق، ولكن الأخطر والقلق الأكبر يكمن في انتشار المجموعات الشيعية الموالية لإيران على حدود سوريا، وكذلك وجود مصانع لحزب الله تنتج الصواريخ الدقيقة في لبنان، وهو ما يجعل المؤسسة الأمنية تعتقد أن الحرب على الجبهة الشمالية تحصيل حاصل وأقرب من المواجهة في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن نتنياهو يدرك ميزان القوة والأخطار النابعة من الشمال، وبالتالي فإن معظم الجهود الاستراتيجية تهدف إلى التعامل مع هذه الأخطار والتهديدات، والتي يمكن تلخيصها بكلمة "إيران". وأشارت الصحيفة إلى أن الجهود السياسية والدبلوماسية كذلك تتركز على الجبهة الشمالية، بما يشمل العلاقات مع روسيا بعد أزمة إسقاط الطائرة الروسية ومقتل 15 من أفراد طاقمها.
وأكدت الصحيفة أن الاعتقاد في "إسرائيل" أن ما يعدّه الإيرانيون أضعاف ما تعدّه حماس، مع الإشارة إلى أن المجموعات الموالية لإيران ومن ضمنها حزب الله؛ تملك مئات الآلاف من الصواريخ على الجبهة الشمالية، والتي يمكن أن يتم تفعيلها في اللحظة التي ترى إيران فيها أن العقوبات الأمريكية قد تؤدي لإسقاط النظام الإيراني أو زعزعة استقراره.
وسلطت الصحيفة المقربة من نتنياهو الضوء على خطاب نتنياهو بالأمس، والذي قال فيه إن "إسرائيل" مستعدة للتصرف بقوة وإنها لا تنتظر لتفعل، بل ستبادر، واعتبرت الصحيفة أن هذا التهديد ليس عنوانا بسيطا ولا تعبيرا ساذجا، وإنما دلالة واضحة على أن "إسرائيل" قد تفتح النار على الحدود الشمالية في أي لحظة، مؤكدة أن هذه الكلمات تعبّر عن رؤية استراتيجية عميقة وحقيقية يمكن أن يبدأ تطبيقها في أي لحظة.