الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

زيت البدودية: نكهة لذيذة لا تنسى تحمل رائحة الأجداد

2018-11-19 09:38:53 AM
زيت البدودية: نكهة لذيذة لا تنسى تحمل رائحة الأجداد
فلاح فلسطيني يقوم بتحضير زيت البدودية بالطريقة التقليدية

 

الحدث- محمد غفري

"هذا الزيت له نكهة خاصة لا تنسى" بهذه الكلمات بدأ الحاج أبو إبراهيم حديثه عن زيت البدودية، الذي حافظ بعض الفلاحين الفلسطينيين على تحضيره خلال موسم قطف ثمار الزيتون.

يقول أبو إبراهيم (70 عاماً) في حوار خاص مع "الحدث"، إن زيت البدودية أو كما يطلق عليه البعض زيت الطفاح، يعتبر من أجود أنواع الزيت والأغلى سعراً، لما يمتاز به من نكهة خاصة، عدا عن آلية تحضيره المرهقة.


كيف يتم تحضير البدودية؟

تعتبر بلدة دير دبوان من القرى الفلسطينية التي حافظت حتى اليوم على صناعة زيت البدودية، كما هو الحال مع أبو إبراهيم، إلى جانب بعض قرى شرق رام الله.

وفي غضون الحديث عن آلية تحضير زيت البدودية، أوضح أبو إبراهيم، أنه في البداية يجري عملية انتقاء حبوب الزيتون بعناية ووفق مواصفات معينة، فالحبوب التي تقطف للبدودية يجب أن تكون "كحيلة" أي ما بين الخضراء والسوداء ومتوسطة الحجم.

ومن ثم يتم حرق هذه الحبوب بشكل متوسط إما بوضعها داخل الفرن، أو من خلال وضعها داخل شبك خاص فوق النار.

وأضاف أبو إبراهيم "بعد ذلك يتم دق الحبوب المحروقة بواسطة حجر، ووضعها داخل قماشة خاصة، على أن يتم تصفية الزيت من القماشة إلى داخل صحن يوضع أسفلها".

بعد ذلك يجري عصر الزيت المتبقي داخل القماشة باليد، ومن ثم يوضع حجر فوق القماشة حتى يتم تصفية آخر رمق من الزيت المحروق داخل القماشة إلى الصحن المستخدم.

ما جاء على ذكره أبو إبراهيم من خطوات لصنع زيت البدودية يعتبر طريقة منزلية حديثة تستخدم هذه الأيام، إلا أن الفلاحين اعتمدوا في الزمن الجميل على طريقة تقليدية في صنع هذا الزيت الأسود، تقوم على حرق حبات الزيتون فوق الحطب ودقها بالحجارة وتصفية زيتها من داخل قماشة خاصة إلى داخل حفرة من الصخر.

 يؤكل في الأرض وعلى الفطور

يروي أبو إبراهيم لـ"الحدث"، أن بعض الفلاحين في الماضي قاموا بصناعة زيت البدودية بشكل فوري خلال تواجدهم في الأرض من حيث قطف الحبات الطازجة وحتى عصرها زيتها.

خلال ذلك كانت النساء تخبز الخبز على الحطب، لتناول زيت البدودية مع الخبز الساخن تحت أشجار الزيتون خلال موسم قطاف ثمار الزيتون.

أما اليوم فيقوم من حافظ على صناعة زيت البدودية بتناوله على الفطور مع الخبز الساخن، إلى جانب  المأكولات الفلسطينية التقليدية.

 

تجارة زيت البدودية

طور البعض آلات خاصة حديثة لحرق وعصر الزيتون لصناعة زيت البدودية منه، حتى يتم إنتاج كميات أكثر وفي وقت أقل وبيعها بشكل تجاري.

يقول إبراهيم، إن زجاجة زيت البدودية تباع في بلدة دير دبوان بثمن 150 شيقلا، وبالتالي ذهب بعض الفلاحين لعصر كامل محصولهم زيت بدودية بدلاً من الزيت العادي، حيث تباع "تنكة" زيت الزيتون العادي من 400-600 شيقل، في حين يصل ثمن "تنكة" زيت البدودية 2000 شيقل.

لا يعرف أبو إبراهيم إن كان لزيت البدودية أي صفات غذائية تميزه عن الزيت العادي، إلا أنه أصر على النكهة الخاصة له، التي لا تخلو من عبق رائحة أجدادنا الأوائل.